فقلت في نفسي ما أجد لقضاء ديني إلا مولاي علي بن موسى الرضا عليهما السلام فصرت إليه فقال: يا أبا جعفر قد قضى الله حاجتك لا يضيقن صدرك، ولم أسأله شيئا حين قال ما قال فأقمت عنده وكان صائما فأمر أن يحمل إلى طعام فقلت: أنا صائم وأحب أن آكل معك لأتبرك بأكلي معك قال: فلما صلى المغرب جلس في وسط الدار ودعا بالطعام فأكل وأكلت معه.
ثم قال: تبيت الليلة عندنا أو نقضي حاجتك وتنصرف فقلت: الانصراف بقضاء حاجتي أولى وأحب إلى: فضرب بيده الأرض فقبض منها قبضة وقال: خذ هذه فجعلتها في كمي فإذا هي دنانير فانصرفت إلى منزلي فدنوت من المصباح لأعد الدنانير فوقع في يدي دينار فإذا عليه مكتوب هي خمسمائة دينار نصفها لدينك والنصف الآخر لنفقتك، فلما رأيت ذلك لم أعدها فألقيت الدنانير تحت وسادتي ونمت، فلما أصبحت طلبت الدينار بين الدنانير فلم أجد فقلبتها عشر مرات فلم أجد شيئا فورقتها فكانت خمسمائة دينار (1).
323 - عنه بإسناده عن محمد بن الفضل الهاشمي قال: لما توفي الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام أتيت المدينة فدخلت على الرضا عليه السلام فسلمت عليه بالأمر وأوصلت إليه ما كان معي وقلت أنا صائر إلى البصرة وقد عرفت كثرة خلاف الناس وقد نعي إليهم موسى ابن جعفر عليهما السلام وما أشك أنهم يسألوني عن براهين الإمام فلو أريتني شيئا من ذلك، فقال الرضا عليه السلام: لا تخف على هذا فأبلغ أولياءنا بالبصرة وغيرها إني قادم عليهم ولا قوة إلا بالله، ثم أخرج إلى جميع ما كان للنبي صلى الله عليه وآله وسلم عند الأئمة عليهم السلام من بردته وقضيبه وسلاحه وغير ذلك، فقلت: ومتى تقدم عليهم قال: بعد ثلاثة أيام من وصولك ودخولك البصرة.
فلما قدمتها سألوني عن الحال فقلت لهم: إني أتيت موسى بن جعفر عليهما السلام قبل وفاته بيوم واحد، فقال: إني ميت لا محالة، فإذا واريتني في لحدي فلا تقيمن وتوجه إلى المدنية بودايعي هذه وأوصلها إلى ابني علي الرضا فهو وصيي وصاحب الامر بعدي، ففعلت ما أمرني به وأوصلت الودائع إليه وهو يوافيكم إلى ثلاثة أيام من يومي هذا، فاسألوه