فقال: اللهم أنفع به وبارك فيما يجعل فيه وفيما ينحت عنه.
ثم أمر عليه السلام فنحت له قدور من الجبل وقال: لا يطبخ من آكله إلا فيها وكان عليه السلام خفيف الأكل قليل الطعم، فاهتدى الناس إليه من ذلك فظهرت بركة دعائه فيه، ثم دخل دار حميد بن قحطبة الطائي ودخل القبة التي فيها قبر هارون الرشيد ثم خط بيده إلى جانبه ثم قال: هذه تربتي وفيها أدفن وسيجعل الله هذا المكان مختلف شيعتي وأهل محبتي والله ما يزورني منهم زائر ولا يسلم علي منهم مسلم إلا وجب له غفران الله ورحمته بشفاعتنا أهل البيت، ثم استقبل القبلة فصلى ركعات ودعا بدعوات فلما فرغ سجد سجدة طال مكثه فيها فأحصيت له فيها خمسمائة تسبيحة ثم انصرف (1).
271 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، قال:
حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عمير بن يزيد قال: كنت عند الرضا عليه السلام فذكر محمد بن جعفر بن محمد عليهما السلام، فقال: إني جعلت على نفسي: ألا يظلني وإياه سقف بيت، فقلت في نفسي هذا يأمرنا بالبر والصلة ويقول هذا لعمه، فنظر إلى فقال: هذا من البر والصلة انه متى يأتيني ويدخل علي فيصدقه الناس وإذا لم يدخل علي ولم أدخل عليه لم يقبل قوله إذا قال (2).
272 - عنه، عن أبيه - رضي الله عنه - قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن محمد بن - عيسى بن عبيد قال: إن محمد بن عبد الله الطاهري كتب إلى الرضا عليه السلام يشكو عمه بعمل السلطان والتلبس به وأمر وصيته في يديه، فكتب عليه السلام: أما الوصية فقد كفيت أمرها فاغتم الرجل وظن أنها تؤخذ منه فمات بعد ذلك بعشرين يوما (3).
273 - عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى قال: حدثنا محمد بن الحسن بن علان، عن محمد بن عبد الله القمي قال: كنت عند الرضا عليه السلام وبي عطش شديد، فكرهت أن أستسقي فدعا بماء وذاقه وناولني، فقال: يا محمد اشرب فإنه بارد فشربت (4).