من آل فرعون يكتم ايمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربى الله " وقال " ومن آمن وما آمن معه الا قليل " وقال " ولكن أكثرهم لا يعلمون " وقال " وأكثرهم لا يعقلون " وقال " وأكثرهم لا يشعرون ".
يا هشام ثم ذكر أولى الألباب بأحسن الذكر وحلاهم بأحسن الحلية فقال " يؤتى الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتى خيرا كثيرا وما يذكر الا أولو الألباب " وقال " والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر الا أولوا الألباب " وقال إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لاولى الألباب " وقال: أفمن يعلم انما انزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى انما يتذكر أولو الألباب " وقال " أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون انما يتذكر أولو الألباب وقال " كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب " وقال ولقد آتينا موسى الهدى وأورثنا بنى إسرائيل الكتاب هدى وذكرى لأولى الألباب " وقال وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين ".
يا هشام ان الله تعالى يقول في كتابه " ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب " يعنى: عقل: وقال " ولقد آتينا لقمان الحكمة " قال الفهم والعقل.
يا هشام ان لقمان قال لابنه تواضع للحق تكن اعقل الناس وان الكيس لدى الحق يسير يا بني ان الدنيا بحر عميق قد غرق فيها عالم كثير فلتكن سفينتك فيها تقوى الله وحشوها الايمان وشراعها التوكل وقيمها العقل ودليلها العلم وسكانها الصبر يا هشام ان لكل شئ دليلا ودليل العقل التفكر ودليل التفكر الصمت ولكل شئ مطية ومطية العقل التواضع وكفى بك جهلا ان تركب ما نهيت عنه يا هشام ما بعث الله أنبياءه ورسله إلى عباده الا ليعقلوا عن الله فأحسنهم استجابة أحسنهم معرفة وأعلمهم بأمر الله أحسنهم عقلا وأكملهم عقلا أرفعهم درجه في الدنيا والآخرة.
يا هشام ان لله على الناس حجتين حجة ظاهرة وحجة باطنة فأما الظاهرة فالرسل