التاسع والثلاثون وخمسمائة إنطاق المسوخ له - عليه السلام - 821 - وعنه: بإسناده عن محمد بن إبراهيم، عن جعفر بن زيد القزويني، عن زيد الشحام، عن أبي هارون، عن ميثم التمار، عن سعد الخفاف، عن الأصبغ بن نباتة قال: جاء نفر إلى أمير المؤمنين - عليه السلام - فقالوا: إن المعتمد يزعم أنك تقول هذا الجري مسخ.
فقال: مكانكم حتى أخرج إليكم، فتناول ثوبه، ثم خرج إليهم، فمضى حتى انتهى إلى الفرات بالكوفة، فصاح: يا جري، فأجابه:
لبيك لبيك، قال: من أنا؟ قال: أنت إمام المتقين، وأمير المؤمنين.
فقال له أمير المؤمنين - عليه السلام -: فمن أنت؟ قال: ممن عرضت علي ولايتك فجحدتها ولم أقبلها، فمسخت جريا (وبعض هؤلاء الذين معك يمسخون جريا) (1).
فقال (2) له أمير المؤمنين - عليه السلام -: فبين قصتك ممن كنت، ومن مسخ معك؟
فقال: نعم، يا أمير المؤمنين، كنا أربع وعشرين طائفة من بني إسرائيل قد تمردنا وطغينا واستكبرنا، وتركنا المدن لا نسكنها أبدا، وسكنا المفاوز رغبة منا في البعد عن المياه والأنهار، فأتانا آت أنت والله يا أمير المؤمنين أعرف به منا في ضحى النهار، فصرخ صرخة فجمعنا في جمع واحد وكنا منبثين في تلك المفاوز والقفار.