بأن معاوية طلبك ليقتلك ويمثل بك لايمانكا بالله ورسوله - صلى الله عليه وآله - وطاعتك (لي وإخلاصك) (1) في ولايتي، ونصحك لله تعالى في دينك، فادعه إلى الاسلام فإنه يسلم، فامرر يدك على عينيه، فإنه يرجع بصيرا بإذن الله تعالى، فيتبعانك ويكونا معك، وهما اللذان يواريان جثتك في الأرض.
ثم تصير إلى الدير على نهر يدعى بالدجلة فإن فيه صديقا عنده من علم المسيح - عليه السلام - ما تجده لك أعون الأعوان على سرك وما ذاك إلا ليهديه الله لك، فإذا أحست بك شرطة ابن أم الحكم، وهو خليفة معاوية بالجزيرة، ويكون مسكنه بالموصل، فاقصد إلى الصديق الذي في الدير في أعلم الموصل فناده فإنه يمتنع، فاذكر اسم الله الذي علمتك إياه فإن الدير بتواضع لك حتى تصير في ذروته، فإذا رآك ذلك الراهب الصديق قال لتلميذ معه: ليس هذا أو أن المسيح هذا شخص كريم ومحمد قد توفاه الله ووصيه قد استشهد بالكوفة وهذا من حواريه.
ثم يأتيك ذليلا خاشعا فيقول لك أيها الشخص العظيم قد أحلتني لما لم (2) أستحقه فبم تأمرني، فتقول [له] (3): استر تلميذي هذين عندك وتشرف على ديرك هذا فأنظر ماذا ترى، [فإذا] (4) قال لك: إني أرى خيلا غامرة (5) نحونا فخلف تلميذيك عنده وانزل واركب فرسك واقصد نحو غار على شاطئ الدجلة تستتر (6) فيه فإنه لابد من أن يسترك، وفيه فسقة