عوالي اللئالي - ابن أبي جمهور الأحسائي - ج ٣ - الصفحة ٣٩٨
انكشف شئ منها، فما لبثت أن نزوت عليها، فلما أصبحت أتيت قومي فذكرت لهم ذلك وسألتهم أن يمشوا معي إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟ فقالوا:
لا والله، فأتيت النبي صلى الله عليه وآله وذكرت له ذلك فقال: " أعتق رقبة " فقلت: والذي بعثك بالحق نبيا، ما أملك رقبة غيرها، وضربت بيدي على صفحة رقبتي، فقال: " صم شهرين "، فقلت: هل أصبت ما أصبت الا من الصيام، فقال: " أطعم ستين مسكينا " فقلت: والذي بعثك بالحق نبيا لقد بتنا وحشين (1) مالنا من طعام. فقال: " اذهب إلى صدقة بني زريق، فليدفع إليك وسقا من تمر، فأطعم ستين مسكينا، وكل أنت وعيالك الباقي " قال: فرجعت إلى قومي فقلت:
ما وجدت عندكم الا الضيق وسوء الرأي، ووجدت عنه رسول الله صلى الله عليه وآله. السعة وحسن الخلق، وقد أمرني بصدقتكم (2).
(3) وروى الصدوق عن محمد بن أبي عمير عن أبان وغيره عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (كان رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله يقال له أوس بن الصامت، وكانت تحته امرأة يقال لها خولة بنت المنذر، فقال لها ذات يوم: أنت علي كظهر أمي، ثم ندم من ساعته وقال لها: أيتها المرأة ما أظنك الا وقد حرمت علي، فجاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقالت يا رسول الله: ان زوجي قال لي:
أنت علي كظهر أمي، وكان هذا القول فيما مضى يحرم المرأة على زوجها؟
فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله: " أيتها المرأة ما أظنك الا حرمت عليه " فرفعت المرأة يدها إلى السماء، فقالت: أشكو إلى الله فراق زوجي، فأنزل الله يا محمد: (قد

(١) أي جائعين.
(٢) سنن أبي داود: ٢، كتاب الطلاق، باب في الظهار: حديث: ٢٢١٣. وسنن ابن ماجة: ١، كتاب الطلاق، باب الظهار، حديث: 2062.
(٣٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 393 394 395 396 397 398 399 400 401 402 403 ... » »»
الفهرست