رأسه فبصر بي وقال: أنت اللاعن عليا في كل يوم خمسمائة مرة وقد لعنته البارحة الف مرة؟ فلم أحر إليه جوابا فتفل في وجهي وقال: اخسء يا خنزير فوالله ما أصبحت إلا وجهي ورأسي كخنزير.
الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام: كان إبراهيم بن هاشم المخزومي واليا على المدينة وكان يجمعنا كل يوم جمعة قريبا من المنبر ويشتم عليا عليه السلام فلصقت بالمنبر فأغفيت ورأيت القبر قد انفرج وخرج منه رجل عليه ثياب بيض فقال لي: يا أبا عبد الله ألا يحزنك ما يقول هذا؟ قلت: بلى والله، قال: افتح عينيك انظر ما يصنع الله به، وإذا هو قد ذكر عليا فرمى به من فوق المنبر فمات.
عثمان بن عفان السجستاني: ان محمد بن عباد قال: كان في جواري صالح فرأى النبي صلى الله عليه وآله في منامه على شفير الحوض والحسن والحسين يسقيان الأمة فاستسقيت أنا فأبيا علي فأتيت النبي أسأله فقال: لا تسقوه فان في جوارك رجلا يلعن عليا فلم تمنعه فدفع إلي سكينا وقال: اذهب فاذبحه قال فخرجت وذبحته ودفعت السكين إليه فقال يا حسين اسقه، فسقاني واخذت الكأس بيدي ولا أدري أشربت أم لا فانتبهت وإذا بولولة ويقولون فلان ذبح على فراشه واخذ الشرط الجيران فقمت إلى الأمير فقلت:
أصلحك الله هذا أنا فعلته والقوم براء وقصصت عليه الرؤيا فقال اذهب جزاك الله خيرا عبد الله بن السايب وكثير بن الصلت قالا: جمع زياد بن أبيه اشراف الكوفة في مسجد الرحبة ليحملهم على سب أمير المؤمنين عليه السلام والبراءة منه فأغفيت فإذا أنا بشخص طويل العنق أهدل أهدب قد سد ما بين السماء والأرض فقلت له: من أنت؟ قال: انا النقاد ذو الرقبة طاعون بعثت إلى زياد، فانتبهت فزعا فسمعنا الواعية عليه وأنشأت:
قد جشم الناس أمرا ضاق ذرعهم * بحملهم حين اداهم إلى الرحبة يدعوا على ناصر الاسلام داءا * له على المشركين الطول والغلبة ما كان منتهيا عما أراد به * حتى تناوله النقاد ذو الرقبة فأسقط الشق منه ضربة عجبا * كما تناول ظلما صاحب الرحبة وكان مجنون يتشيع والصبيان يرمونه بالحجارة فصعد يوم جمعة المنبر فقال:
نواصب قد لاموا علي سفاهة * بحب علي أم من لام زانية فان تركوا لومي تركت هجاهم * وان شتموا عرضي شتمت معاوية