كتاب الدرجات، والخطيب أبو تراب كتاب الحدايق مع الكتمان والميل. وذلك خرق العادة شهد بفضائله معادوه وأقر بمناقبه جاحدوه، قال الشاعر:
شهد الأنام بفضله حتى العدا * والفضل ما شهدت به الأعداء وقال آخر:
يروي مناقبهم لنا أعداؤهم * لا فضل إلا ما رواه حسود ومن جملة ذلك كثرة مناقبه مع ما كانوا يدفنونها ويتوعدون على روايتها روى مسلم والبخاري وابن بطة والنطنزي عن عايشة في حديثها بمرض النبي صلى الله عليه وآله فقالت في جملة ذلك فخرج النبي بين رجلين من أهل بيته أحدهما الفضل ورجل آخر يخط قدماه عاصبا رأسه تعني عليا عليه السلام.
وقال معاوية لابن عباس: انا كتبنا في الآفاق ننهى عن ذكر مناقب علي فكف لسانك، قال: أفتنهانا عن قراءة القرآن؟ قال لا، قال: أفتنهانا عن تأويله؟
قال نعم، قال: أفنقرأه ولا نسأل! قال: سل عن غير أهل بيتك، قال: انه منزل علينا أفنسأل غيرها أتنهانا أن نعبد الله فإذا تهلك الأمة، قال: اقرؤا ولا ترووا ما انزل الله فيكم، (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم) ثم نادى معاوية: ان برئت الذمة ممن روى حديثا من مناقب علي. حتى قال عبد الله بن شداد الليثي: وددت اني اترك ان احدث بفضايل علي بن أبي طالب يوما إلى الليل وان عنقي ضربت. فكان المحدث يحدث بحديث في الفقه أو يأتي بحديث المبارزة فيقول: قال رجل من قريش، وكان عبد الرحمن بن أبي ليلى يقول: حدثني رجل من أصحاب رسول الله، وكان الحسن البصري يقول: قال أبو زينب، وسئل ابن جبير عن حامل اللواء فقال كأنك رخي البال، وقال الشعبي: لقد كنت اسمع خطباء بني أمية يسبون عليا على منابرهم فكأنما يشال بضبعة إلى السماء وكنت أسمعهم يمدحون اسلافهم يكشفون عن جيفة، ورأي اعرابية في مسجد الكوفة تقول: يا مشهورا في السماوات ويا مشهورا في الأرضين ويا مشهورا في الآخرة جهدت الجبابرة والملوك على اطفاء نورك واحماد ذكرك فأبى الله لذكرك إلا علوا ولنورك إلا ضياء ونماء ولو كره المشركون. قيل: لمن تصفين؟
قالت: ذاك أمير المؤمنين، فالتفت فلم ير أحدا. ابن نباتة:
نشرت حيلة قريش فزادته * إلى صيحة القيامة فتلا ومن ذلك ما طبقت الأرض بالمشاهد لأولاده وفشت المنامات من مناقبه فيبرئ الزمني ويفرج المبتلى وما سمع هذا لغيره عليه السلام.