فأبوا فأمر بالقائهم في الزيت المغلي وأطلق منهم رجلا يخبر بحالهم فبينما هو يسير إذ سمع وقع حوافر الخيل فوقف فنظر إلى أصحابه الذين ألقوا في الزيت فقال لهم في ذلك فقالوا قد كان ذلك فنادى مناد من السماء في شهداء البر والبحر ان علي بن أبي طالب قد استشهد في هذه الليلة فصلوا عليه فصلينا عليه ونحن راجعون إلى مصارعنا.
أبو ذرعة الرازي باسناده عن منصور بن عمار انه سئل عن أعجب ما رآه قال:
ترى هذه الصخرة في وسط البحر يخرج من هذا البحر كل يوم طاير مثل النعامة فيقع عليها فإذا استوى واقفا تقيأ رأسا ثم تقيأ يدا وكذا عضوا عضوا ثم تلتئم الأعضاء بعضها إلى بعض حتى يستوي انسانا قاعدا ثم يهم للقيام فإذا هم للقيام نقره نقرة فأخذ رأسه ثم اخذه عضوا عضوا كما قائه، قال: فلما طال على ذلك ناديته يوما ويك من أنت؟ ثم التفت إلي وقال هاتف: هو عبد الرحمن بن ملجم قاتل علي بن أبي طالب وكل الله به هذا الطير فهو يعذبه إلى يوم القيامة. وزعم أنهم يسمعون العواء من قبره.
واخذ المسترشد من مال الحاير وكربلا والنجف وقال: ان القبر لا يحتاج إلى الخزانة وأنفق على العسكر فلما خرج قتل هو وابنه الراشد.
وسأل أبو مسكان الصادق عليه السلام عن القائم المايل في طريق الغري؟ فقال: نعم انهم لما جاؤوا بسرير أمير المؤمنين عليه السلام انحنى أسفا وحزنا على أمير المؤمنين:
وفي المنارة إذ حنت عليك فمالت * آية حار منها كل معجب قال الغزالي: ذهب الناس إلى أن عليا دفن على النجف وانهم حملوه على الناقة فسارت حتى انتهت إلى موضع قبره فبركت فجهدوا أن تنهض فلم تنهض فدفنوه فيه.
أبو بكر الشيرازي في كتابه عن الحسن البصري قال: أوصى علي عليه السلام عند موته للحسن والحسين وقال لهما: إن أنا مت فإنكما ستجدان عند رأسي حنوطا من الجنة وثلاثة أكفان من إستبرق الجنة فغسلوني وحنطوني بالحنوط وكفنوني، قال الحسن عليه السلام: فوجدنا عند رأسه طبقا من الذهب عليه خمس شمامات من كافور الجنة وسدرا من سدر الجنة، فلما فرغوا من غسله وتكفينه أتى البعير فحملوه على البعير بوصية منه، وكان قال: فسيأتي البعير إلى قبري فيقف عنده فأتى البعير حتى وقف على شفير القبر فوالله ما علم أحد من حفره فالحد فيه بعد ما صلى عليه وأظلت الناس غمامة بيضاء وطيور بيض فلما دفن ذهبت الغمامة والطيور.
ومن طريقة أهل البيت عليهم السلام ما جاء في تهذيب الأحكام عن سعد الإسكاف