بأربعمائة درهم فلما قبض الاعرابي المال صاح: الدراهم والناقة لي: فأقبل على أبو بكر فقال اقض فيما بيني وبين الاعرابي، فقال: القضية واضحة تطلب البينة، فأقبل عمر فقال كالأول فأقبل علي فقال: أتقبل الشاب المقبل؟ قال نعم، فقال الاعرابي: الناقة ناقتي والدراهم دراهمي فإن كان بمحمد شيئا فليقم البينة على ذلك، فقال عليه السلام: خل عن الناقة وعن رسول الله صلى الله عليه وآله ثلاث مرات فاندفع فضربه ضربة فاجتمع أهل الحجاز انه رمى برأسه وقال بعض أهل العراق بل قطع منه عضوا، فقال:
يا رسول الله نصدقك على الوحي ولا نصدقك على أربعمائة درهم! وفي خبر عن غيره فالتفت النبي إليهما فقال: هذا حكم الله لا ما حكمتما به. ذكره ابن بابويه في الأمالي ومن لا يحضره الفقيه. ورواية أخرى في حكومة اعرابي آخر تسعين درهما عن الصادق عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي أقتلت الاعرابي؟ قال: لأنه كذبك يا رسول الله ومن كذبك فقد حل دمه.
فتيا الجاحظ وتفسير الثعلبي انه سئل أبو بكر عن قوله تعالى: (وفاكهة وأبا) فقال: أي سماء تظلني أو اية أرض تقلني أم أين اذهب أم كيف اصنع إذا قلت في كتاب الله بما لم أعلم اما الفاكهة فأعرفها وأما الأب فالله اعلم. وفي روايات أهل البيت عليهم السلام انه بلغ ذلك أمير المؤمنين عليه السلام فقال: ان الأب هو الكلأ والمرعى وان قوله (وفاكهة وأبا) اعتداد من الله على خلقه فيما غذاهم به وخلقه لهم ولانعامهم مما يحيى به أنفسهم.
وسأل رسول ملك الروم أبا بكر عن رجل لا يرجو الجنة ولا يخاف النار ولا يخاف الله ولا يركع ولا يسجد ويأكل الميتة والدم ويشهد بما لا يرى ويحب الفتنة ويبغض الحق. فلم يجبه، فقال عمر: ازددت كفرا إلى كفرك، فأخبر بذلك علي عليه السلام فقال: هذا رجل من أولياء الله لا يرجو الجنة ولا يخاف النار ولكن يخاف الله ولا يخاف الله من ظلمه وإنما يخاف من عدله ولا يركع ولا يسجد في صلاة الجنازة ويأكل الجراد والسمك ويأكل الكبد ويحب المال والولد (إنما أموالكم وأولادكم) ويشهد بالجنة والنار وهو لم يرها ويكره الموت وهو حق. وفي مقال لي ما ليس لله فلي صاحبة وولد ومعي ما ليس مع الله معي ظلم وجور ومعي ما لم يخلق الله فأنا حامل القرآن وهو غير مفتري وأعلم ما لم يعلم الله وهو قول النصارى ان عيسى ابن الله وصدق النصارى واليهود في قولهم (وقالت اليهود ليست النصارى على شئ الآية