مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٢ - الصفحة ١٨٠
بأربعمائة درهم فلما قبض الاعرابي المال صاح: الدراهم والناقة لي: فأقبل على أبو بكر فقال اقض فيما بيني وبين الاعرابي، فقال: القضية واضحة تطلب البينة، فأقبل عمر فقال كالأول فأقبل علي فقال: أتقبل الشاب المقبل؟ قال نعم، فقال الاعرابي: الناقة ناقتي والدراهم دراهمي فإن كان بمحمد شيئا فليقم البينة على ذلك، فقال عليه السلام: خل عن الناقة وعن رسول الله صلى الله عليه وآله ثلاث مرات فاندفع فضربه ضربة فاجتمع أهل الحجاز انه رمى برأسه وقال بعض أهل العراق بل قطع منه عضوا، فقال:
يا رسول الله نصدقك على الوحي ولا نصدقك على أربعمائة درهم! وفي خبر عن غيره فالتفت النبي إليهما فقال: هذا حكم الله لا ما حكمتما به. ذكره ابن بابويه في الأمالي ومن لا يحضره الفقيه. ورواية أخرى في حكومة اعرابي آخر تسعين درهما عن الصادق عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي أقتلت الاعرابي؟ قال: لأنه كذبك يا رسول الله ومن كذبك فقد حل دمه.
فتيا الجاحظ وتفسير الثعلبي انه سئل أبو بكر عن قوله تعالى: (وفاكهة وأبا) فقال: أي سماء تظلني أو اية أرض تقلني أم أين اذهب أم كيف اصنع إذا قلت في كتاب الله بما لم أعلم اما الفاكهة فأعرفها وأما الأب فالله اعلم. وفي روايات أهل البيت عليهم السلام انه بلغ ذلك أمير المؤمنين عليه السلام فقال: ان الأب هو الكلأ والمرعى وان قوله (وفاكهة وأبا) اعتداد من الله على خلقه فيما غذاهم به وخلقه لهم ولانعامهم مما يحيى به أنفسهم.
وسأل رسول ملك الروم أبا بكر عن رجل لا يرجو الجنة ولا يخاف النار ولا يخاف الله ولا يركع ولا يسجد ويأكل الميتة والدم ويشهد بما لا يرى ويحب الفتنة ويبغض الحق. فلم يجبه، فقال عمر: ازددت كفرا إلى كفرك، فأخبر بذلك علي عليه السلام فقال: هذا رجل من أولياء الله لا يرجو الجنة ولا يخاف النار ولكن يخاف الله ولا يخاف الله من ظلمه وإنما يخاف من عدله ولا يركع ولا يسجد في صلاة الجنازة ويأكل الجراد والسمك ويأكل الكبد ويحب المال والولد (إنما أموالكم وأولادكم) ويشهد بالجنة والنار وهو لم يرها ويكره الموت وهو حق. وفي مقال لي ما ليس لله فلي صاحبة وولد ومعي ما ليس مع الله معي ظلم وجور ومعي ما لم يخلق الله فأنا حامل القرآن وهو غير مفتري وأعلم ما لم يعلم الله وهو قول النصارى ان عيسى ابن الله وصدق النصارى واليهود في قولهم (وقالت اليهود ليست النصارى على شئ الآية
(١٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 (باب ما تفرد من مناقبه (ع)) منزلته عند الميزان والكتاب والحساب 4
2 في انه عليه السلام جواز الصراط وقسيم الجنة والنار 6
3 فصل: في انه الساقي والشفيع 12
4 فصل: في القرابة 17
5 في قرابته (ع) برسول الله (ص) 19
6 فصل: في آثار حمله وكيفية ولادته 20
7 فصل: في الطهارة والرتبة 24
8 طهارته وعصمته عليه السلام 25
9 فصل: في المصاهرة مع النبي (ص) 29
10 فصل: في الأخوة 32
11 فصل: في الجوار وسد الأبواب 36
12 فصل: في الأولاد 41
13 فصل: في المشاهد 44
14 فصل: في ظلامة أهل البيت (ع) 47
15 فصل: في مصائب أهل البيت (ع) 51
16 فصل: في الاختصاص بالنبي (ص) 58
17 (باب ذكره عند الخالق وعند المخلوقين) فصل: في تحف الله عز وجل له 69
18 فصل: في محبة الملائكة إياه 73
19 فصل: في مقاماته مع الأنبياء والأوصياء عليهم السلام 83
20 فصل: في أحواله مع إبليس وجنوده 86
21 فصل: في ذكره في الكتب 90
22 اخباره " ع " بالغيب 94
23 اخباره بالمنايا والبلايا 105
24 فصل: في إجابة دعواته 112
25 فصل: في نواقض العادات منه 120
26 فصل: في معجزاته في نفسه " ع " 128
27 فصل: في انقياد الحيوانات له " ع " 133
28 انقياد الجن له عليه السلام 137
29 انقياد الحيوانات له (ع) 140
30 طاعة الجمادات له " ع " 143
31 أموره مع المرضى والموتى 159
32 فصل: فيمن غير الله حالهم وهلكهم ببغضه عليه السلام 166
33 فصل: فيما ظهر بعد وفاته 170
34 (باب قضايا أمير المؤمنين عليه السلام) قضايا أمير المؤمنين في حال حيوة رسول الله " ص " 176
35 في قضاياه في عهد أبي بكر 178
36 فصل: في قضاياه في عهد عمر 181
37 فصل: في ذكر قضاياه في عهد عثمان 192
38 قضاياه فيما بعد بيعة العامة 194
39 قضاياه في خلافته عليه السلام 196
40 باب النصوص على امامة (ع) فصل: في قوله تعالى (انما وليكم الله ورسوله) الخ 208
41 تصدقه عليه السلام بالخاتم 211
42 في قوله تعالى: والنجم إذا هوى 215
43 في معنى قوله تعالى أطيعوا الله) الخ 217
44 في حديث: أنت مني بمنزلة هارون من موسى 220
45 قصة يوم الغدير والتصريح بولايته 222
46 فصل: في انه أمير المؤمنين والوزير والأمين 252
47 فيما ورد في قصة يوم الغدير 253
48 في انه عليه السلام أحب الخلق إلى الله تعالى 257
49 (باب تعريف باطنه (ع)) فصل: في انه أحب الخلق إلى الله والى رسوله 258
50 في انه الخليفة والامام والوارث 264
51 فصل: في انه خير الخلق بعد النبي (ص) 265
52 في انه السبيل والصراط المستقيم 270
53 فصل في انه حبل الله والعروة الوثقى وصالح المؤمنين والاذن الواعية والنبأ العظيم 273
54 في انه النور والهدى 278
55 في انه الشاهد والشهيد 283
56 في انه الصديق والفاروق 287
57 في انه سيجعل لهم الرحمن ودا 288
58 في انه الايمان والاسلام 290
59 فصل: في انه حجة الله وذكره وآيته وفضله ورحمته ونعمته 292
60 في انه الرضوان والاحسان والجنة والفطرة ودابة الأرض 295
61 في انه المعنى بالاحسان 298
62 في تسميته (ع) بعلي والمرتضى وحيدرة وأبي تراب 301
63 (باب مختصر من مغازيه (ع)) فصل: فيما ظهر منه " ع " في يوم أحد 314
64 فصل: في مقامه " ع " في غزوة خيبر 318
65 فصل: فيما ظهر منه " ع " في حرب الجمل 334
66 فصل: في الحكمين والخوارج 363
67 في نتف من مزاحه عليه السلام 376