قال: حدثني أبو عبد الله عليه السلام قال: لما أصيب أمير المؤمنين قال للحسن والحسين عليه السلام غسلاني وكفناني وحنطاني واحملاني على سريري واحملا مؤخره تكفيان مقدمه فإنكما تنتهيان إلى قبر محفور ولحد ملحود ولبن موضوع فالحداني واشرجا اللبن علي وارفعا لبنة مما يلي رأسي فانظروا ما تسمعان. وعن منصور بن محمد بن عيسى عن أبيه عن جده زيد بن علي عن أبيه عن جده الحسين بن علي في خبر طويل يذكر فيه: أوصيكما وصية فلا تظهرا على أمري أحدا فأمرهما ان يستخرجا من الزاوية اليمنى لوحا وأن يكفناه فيما يجدان فإذا غسلاه وضعاه على ذلك اللوح وإذا وجدا السرير يشال مقدمه يشيلان مؤخره وأن يصلي الحسن مرة والحسين مرة صلاة إمام ففعلا كما رسم فوجدا اللوح وعليه مكتوب (بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما ذخره نوح النبي صلى الله عليه لعلي بن أبي طالب) وأصابا الكفن في دهليز الدار موضوعا فيه حنوط قد أضاء نوره على نور النهار. وروي أنه قال الحسين وقت الغسل: أما ترى إلى خفة أمير المؤمنين! فقال الحسن: يا أبا عبد الله ان معنا قوما يعينوننا، فلما قضيا صلاة العشاء الآخرة إذا قد شيل مقدم السرير ولم نزل نتبعه إلى أن وردنا إلى الغري فأتينا إلى قبر على ما وصف أمير المؤمنين ونحن نسمع خفق أجنحة كثيرة وضجة وجلبة فوضعنا السرير وصلينا على أمير المؤمنين كما وصف لنا ونزلنا قبره فاضجعناه في لحده ونضدنا عليه اللبن.
وفي الخبر عن الصادق عليه السلام فأخذ اللبنة من عند الرأس بعدما أشرجا عليه اللبن فإذا ليس في القبر شئ وإذا هاتف يهتف: أمير المؤمنين كان عبدا صالحا فالحقه الله بنبيه وكذلك يفعل الأوصياء بعد الأنبياء حتى لو أن نبيا مات بالمشرق ومات وصيه بالمغرب لألحق الوصي بالنبي.
وفي خبر عن أم كلثوم بنت علي عليه السلام: فانشق القبر عن ضريح فإذا هو بساجة مكتوب عليها بالسريانية (بسم الله الرحمن الرحيم هذا قبر حفره نوح لعلي بن أبي طالب وصي محمد قبل الطوفان بسبعمائة سنة) فانشق القبر فلا ندري.
سلام على قبر تضمن حيدرا * ونوحا وعنهم آدم غير غائب وعنها رضي الله عنها انه لما دفن عليه السلام سمع ناطق يقول: أحسن الله لكم العزاء في سيدكم وحجة الله على خلقه.
التهذيب في خبر انه نفذ إسماعيل بن عيسى غلاما له اسود شديد البأس يعرف بالجمل في ذي الحجة سنة ثلاث وتسعين وماءة في جماعة وقال: امضوا إلى هذا القبر