مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٢ - الصفحة ١٢٣
وأبو عبد الله البرقي عن شيوخه عن جماعة من أصحاب علي انه نزل أمير المؤمنين عليه السلام بالعسكر عند وقعة صفين عند قرية صندودياء فقال مالك الأشتر: ينزل الناس على غير ماء؟ فقال يا مالك ان الله سيسقينا في هذا المكان احتفر أنت وأصحابك فاحتفروا فإذا هم بصخرة سوداء عظيمة فيها حلقة لجين فعجزوا عن قلعها وهم مائة رجل فرفع أمير المؤمنين يده إلى السماء وهو يقول: طاب طاب يا عالم يا طيبوثا بوثة شميا كرباجا نوثا توديثا برجوثا آمين آمين يا رب العالمين يا رب موسى وهارون ثم اجتذبها فرماها عن العين أربعين ذراعا فظهر ماء أعذب من الشهد وأبرد من الثلج وأصفى من الياقوت فشربنا وسقينا ثم رد الصخرة وأمرنا ان نحثو عليها التراب فلما سرنا غير بعيد قال:
من منكم يعرف موضع العين؟ قلنا: كلنا، فرجعنا فخفي مكانها علينا فإذا راهب مستقبل من صومعة فلما بصر به أمير المؤمنين قال: شمعون؟ قال: نعم هذا اسمي سمتني به أمي ما اطلع عليه إلا الله ثم أنت، قال: وما تشاء يا شمعون؟ قال: هذا العين واسمه قال: هذا عين زاحوما وفي نسخة راجوه وهو من الجنة شرب منها ثلاثمائة نبيا وثلاثة عشر وصيا وانا آخر الوصيين شربت منه، قال: هكذا وجدت في جميع كتب الإنجيل وهذا الدير بني على قالع هذه الصخرة ومخرج الماء من تحتها ولم يدركه عالم قبلي غيري وقد رزقنيه الله، وأسلم.
وفي رواية انه جب شعيب ثم رحل أمير المؤمنين والراهب يقدمه حتى نزل صفين فلما التقى الصفان كان أول من اصابته الشهادة فنزل أمير المؤمنين وعيناه تهملان وهو يقول المرء مع من أحب الراهب معنا يوم القيامة.
وفي رواية عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثنا أبو محمد الشيباني حدثنا أبو عوانة عن الأعمش عن أبي سعيد التميمي قال: فسرنا فعطشنا فقال بعض القوم لو رجعنا فشربنا قال فرجع أناس وكنت فيمن رجع قال فالتمسنا فلم نقدر على شئ فأتينا الراهب قال فقلنا: أين العين التي ههنا؟ قال: أية عين! قلنا: التي شربنا منها واستقينا وسقينا فالتمسناها فلم نجدها، قال الراهب: لا يستخرجها إلا نبي أو وصي، قال الحميري:
ولقد سرى فيما يسير بليلة * بعد العشاء بكربلا في موكب حتى اتى متبتلا في قائم * القى قواعده بقاع مجدب يأتوه ليس بحيث يلقى عامرا * إلا الوحوش وغير أصلع أشيب فدنا فصاح به فأشرف ماثلا * كالنسر فوق شظية من مرتب
(١٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 (باب ما تفرد من مناقبه (ع)) منزلته عند الميزان والكتاب والحساب 4
2 في انه عليه السلام جواز الصراط وقسيم الجنة والنار 6
3 فصل: في انه الساقي والشفيع 12
4 فصل: في القرابة 17
5 في قرابته (ع) برسول الله (ص) 19
6 فصل: في آثار حمله وكيفية ولادته 20
7 فصل: في الطهارة والرتبة 24
8 طهارته وعصمته عليه السلام 25
9 فصل: في المصاهرة مع النبي (ص) 29
10 فصل: في الأخوة 32
11 فصل: في الجوار وسد الأبواب 36
12 فصل: في الأولاد 41
13 فصل: في المشاهد 44
14 فصل: في ظلامة أهل البيت (ع) 47
15 فصل: في مصائب أهل البيت (ع) 51
16 فصل: في الاختصاص بالنبي (ص) 58
17 (باب ذكره عند الخالق وعند المخلوقين) فصل: في تحف الله عز وجل له 69
18 فصل: في محبة الملائكة إياه 73
19 فصل: في مقاماته مع الأنبياء والأوصياء عليهم السلام 83
20 فصل: في أحواله مع إبليس وجنوده 86
21 فصل: في ذكره في الكتب 90
22 اخباره " ع " بالغيب 94
23 اخباره بالمنايا والبلايا 105
24 فصل: في إجابة دعواته 112
25 فصل: في نواقض العادات منه 120
26 فصل: في معجزاته في نفسه " ع " 128
27 فصل: في انقياد الحيوانات له " ع " 133
28 انقياد الجن له عليه السلام 137
29 انقياد الحيوانات له (ع) 140
30 طاعة الجمادات له " ع " 143
31 أموره مع المرضى والموتى 159
32 فصل: فيمن غير الله حالهم وهلكهم ببغضه عليه السلام 166
33 فصل: فيما ظهر بعد وفاته 170
34 (باب قضايا أمير المؤمنين عليه السلام) قضايا أمير المؤمنين في حال حيوة رسول الله " ص " 176
35 في قضاياه في عهد أبي بكر 178
36 فصل: في قضاياه في عهد عمر 181
37 فصل: في ذكر قضاياه في عهد عثمان 192
38 قضاياه فيما بعد بيعة العامة 194
39 قضاياه في خلافته عليه السلام 196
40 باب النصوص على امامة (ع) فصل: في قوله تعالى (انما وليكم الله ورسوله) الخ 208
41 تصدقه عليه السلام بالخاتم 211
42 في قوله تعالى: والنجم إذا هوى 215
43 في معنى قوله تعالى أطيعوا الله) الخ 217
44 في حديث: أنت مني بمنزلة هارون من موسى 220
45 قصة يوم الغدير والتصريح بولايته 222
46 فصل: في انه أمير المؤمنين والوزير والأمين 252
47 فيما ورد في قصة يوم الغدير 253
48 في انه عليه السلام أحب الخلق إلى الله تعالى 257
49 (باب تعريف باطنه (ع)) فصل: في انه أحب الخلق إلى الله والى رسوله 258
50 في انه الخليفة والامام والوارث 264
51 فصل: في انه خير الخلق بعد النبي (ص) 265
52 في انه السبيل والصراط المستقيم 270
53 فصل في انه حبل الله والعروة الوثقى وصالح المؤمنين والاذن الواعية والنبأ العظيم 273
54 في انه النور والهدى 278
55 في انه الشاهد والشهيد 283
56 في انه الصديق والفاروق 287
57 في انه سيجعل لهم الرحمن ودا 288
58 في انه الايمان والاسلام 290
59 فصل: في انه حجة الله وذكره وآيته وفضله ورحمته ونعمته 292
60 في انه الرضوان والاحسان والجنة والفطرة ودابة الأرض 295
61 في انه المعنى بالاحسان 298
62 في تسميته (ع) بعلي والمرتضى وحيدرة وأبي تراب 301
63 (باب مختصر من مغازيه (ع)) فصل: فيما ظهر منه " ع " في يوم أحد 314
64 فصل: في مقامه " ع " في غزوة خيبر 318
65 فصل: فيما ظهر منه " ع " في حرب الجمل 334
66 فصل: في الحكمين والخوارج 363
67 في نتف من مزاحه عليه السلام 376