وكان الغلام في بني هلال يعرف بمعلق الميمون وولده إلى اليوم، قال العوني:
واسم أخيه في بني هلال * فاسال به إن كنت ذا سؤال معلق الميمون ذا المعالي * بذكره القوم على الليالي موهبة خص بها صبيا وكان أبو طالب يجمع ولده وولد اخوته ثم يأمرهم بالصراع وذلك خلق في العرب فكان عليه السلام يحسر عن ذراعيه وهو طفل ويصارع كبار اخوته وصغارهم وكبار بني عمه وصغارهم فيصرعهم فيقول أبوه: ظهر علي، فسماه ظهيرا، قال العوني:
هذا وقد لقبه ظهيرا * أبوه إذ عاينه صغيرا يصرع من اخوته الكبير ا * مشمرا عن ساعد تشميرا تراه عبلا فتلا قويا فلما ترعرع عليه السلام كان يصارع الرجل الشديد فيصرعه ويعلق بالجبار بيده ويجذبه فيقتله، وربما قبض على مراق بطنه ورفعه إلى الهواء، وربما يلحق للحصان الجاري فيصدمه فيرده على عقبيه. وكان عليه السلام يأخذ من رأس الجبل حجرا ويحمله بفرد يديه ثم يضعه بين يدي الناس فلا يقدر الرجل والرجلان والثلاثة على تحريكه حتى قال أبو جهل فيه:
يا أهل مكة ان الذبح عندكم * هذا علي الذي قد جل في النظر ما ان له مشبه في الناس قاطبة * كأنه النار ترمي الخلق بالشرر كونوا على حذر منه فان له * يوما سيظهره في البدو والحضر وانه عليه السلام لم يمسك بذراع رجل قط إلا مسك بنفسه فلم يستطع يتنفس، ومنه ما ظهر بعد النبي صلى الله عليه وآله قطع الأميال وحملها إلى الطريق سبعة عشر ميلا تحتاج إلى أقوياء حتى تحرك ميلا منها قطعها وحده ونقلها ونصبها وكتب عليها هذا ميل علي، ويقال انه كان يتأبط باثنين ويدير واحدا برجله، وكان منه في ضرب يده في الأسطوانة حتى دخل ابهامه في الحجر وهو باق في الكوفة، وكذلك مشهد الكف في تكريت والموصل وقطيعة الدقيق وغير ذلك، ومنه اثر سيفه في صخرة جبل ثور عند غار النبي، وأثر رمحه في جبل من جبال البادية، وفي صخرة عند قلعة خيبر، ومنه ختم الحصا، قال ابن عباس: صاحب الحصاة ثلاثة أم سليم وارثة الكتب طبع في حصاتها النبي والوصي عليهما السلام ثم أم الندى حبابة بنت جعفر الوالبية الأسدية