المرتضى] رضي الله عنه والوجوه المذكورة في تأويل الخبر متقاربة لان الوجه الذي اختص به ابن الأنباري فيه أدنى تعسف وبعد من حيث جعل إلا زائدة وذلك كالمستضعف عند جماعة من أهل العلم بالعربية وقد تبقى في الخبر مسألة التشاغل بالجواب عنها أولى مما تكلفه القوم وهي متوجهة على كل الوجوه التي ذكروها في تأويله. وهو أن يقال كيف يجوز أن يخبر عليه الصلاة والسلام بأن من مات له ثلاثة أولاد لا تسمه النار إما جملة أو مقدار تحلة القسم وهو النهاية في القلة أوليس ذلك يوجب أن يكون إغراء بالذنوب لمن هذه حاله وإذا كان من يموت له بهذا العدد من الأولاد غير خارج عن التكليف فكيف يصح أن يؤمن من العقاب. والجواب عن ذلك إذا قد علمت أولا خروج هذا الخبر مخرج المدحة لمن كانت هذه صفته للتمييز ولا مدحة في مجرد موت الأولاد لان ذلك لا يرجع إلى فعله ولا بد من أن يكون تقدير الكلام ان النار لا تمس المسلم الذي يموت له ثلاثة من الأولاد إذا حسن صبره واحتسابه وعزاؤه ورضاه بما جرى به القضاء عليه لأنه بذلك يستحق الثواب والمدح وإذا كان اضمار الصبر والاحتساب لا بد منه لم يكن في القول اغراء لان كيفية وقوع الصبر والوجه الذي إذا وقع عليه تفضل الله تعالى بغفران ما لعله أن يستحقه من العقاب في المستقبل غير معلوم وإذا لم يكن معلوما متميزا فلا وجه للاغراء وأكثر ما في هذا الكلام أن يكون القول مرغبا في حسن الصبر وحاثا عليه رغبة في الثواب ورجاء لغفران ما لعله أن يستحق في المستقبل من العقاب وهذا واضح لمن تأمله (مجلس آخر 54) [تأويل آية]. إن سأل سائل عن قوله تعالى (ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة). فقال: ما معني أو ههنا وظاهرها يفيد الشك الذي لا يجوز عليه تعالى. الجواب قلنا في هذه الآية وجوه. أولها أن تكون أو ههنا للإباحة كقولهم جالس الحسن أو ابن سيرين والق الفقهاء أو المحدثين ولم يريدوا الشك بل
(١٤٢)