يطعن على هذا الجواب ويستبعده قال لان الفعل لا يكون محمولا على اعراب الاسم الجامد الذي لا تصرف له على إضمار أن مع الفعل لأنه ليس من كلام العرب عجبت من أخيك ويقوم على معنى عجبت من أخيك ومن أن يقوم لأن أخاك اسم جامد محض لا يعطف عليه إلا ماشا كله قال هذا إنما يستقيم ويصلح في رد الفعل إلى المصدر كقولهم كرهت غضبك ويغضب أبوك على معني كرهت غضبك وان يغضب أبوك فيطرد هذا في المصادر لأنها تؤل بأن فيقول النحويون يعجبني قيامك وتأويله يعجبني أن تقوم قال والاسم الجامد لا يمكن مثل هذا فيه. [قال الشريف المرتضى] رضي الله عنه وليس ما ذكره مستبعدا وان لم يضعف هذا الجواب إلا من حيث ذكر فليس بضعيف وذلك أن فيما امتنع منه مثل الذي أجازه لأنه قد أجاز ذلك في المصادر وان لم يجزه في غيرها وقوله تعالى (ليس لك من الأمر شئ أو يتوب عليهم) فيه دلالة الفعل لان الأمر مصدر أمرت أمرا فكأنه تعالى قال ليس لك من أمرتهم أو تأمرهم شئ ولا من أن يتوبوا وجرى ذلك مجري قولهم كرهت غضبك ويغضب أبوك في رد الفعل إلى المصدر والوجه الأول أقوى الوجوه والله أعلم بما أراد [تأويل خبر]. إن سأل سائل عن الخبر الذي يرويه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لا تناجشوا ولا تدبروا وكل المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه . الجواب قيل له أما النجش فهو المدح والاطراء. قال نابغة بني شيبان يذكر الخمر وترخى بال من يشربها * ونفدى كزمها عند النجش (1)
(٨٢)