وما أنس من شئ تقادم عهده * فلست بناس ما هدت قدمي نعلي عشية قالت والدموع بعينها * هنيئا لقلب عنك لم يسله مسلي وإنما أراد أني لا أنسي ذلك ما حييت وكذلك لا يمتنع أن يعلق على هذا المذهب دوام العذاب بكونهم مستطيعين للسمع والابصار ويعود المعني إلى تعلقه ببقائهم وكونهم أحياء والمرجع في ذلك إلى التأييد لأنه إذا علق العذاب ببقائهم واحيائهم علمنا أن الآخرة لا موت فيها ولا خروج عن الحياة وعلمنا تأييد العذاب. ونعود إلى ما كنا شرعنا فيه من الكلام على شعر مروان فمما يختار له قوله من القصيدة التي قد مضى أولها وتكلمنا عليها وضعوا الخدود لدى سواهم جنح * تشكو كلوم صفاحها وكلالها طلبت أمير المؤمنين فواصلت * بعد السرى بغدوها آصالها نزعت إليك صواديا فتقاذفت * تطوى الفلاة حزونها ورمالها يتبعن ناجية تهز مراحها * بعد النحول تليلها وقذالها هو جاء تدرع الربا وتشقها * شق الشموس إذا تراع جلالها تنجو إذا رفع القطيع كما نجت * خر جاء بادرت الظلام رئالها كالقوس ساهمة أتتك وقد ترى * كالبرج تملأ رحلها وحبالها وهذه الأبيات في وصف الرواحل بالسرعة والتحول جيدة الألفاظ مطردة النسج وقد سبق الناس في هذا المعنى إلى ضروب من الاحسان فمن ذلك قول الأخطل بخوص كإعطال القسي تقلقلت * أجنتها من شقة ودؤب
(١٦)