(مجلس آخر 44) [تأويل آية]. إن سأل سائل عن قوله تعالى (نحن أعلم بما يستمعون به إذ يستمعون إليك وإذ هم نجوى) الآية. فقال لم وحد نجوى وهو خبر عن جمع ما معنى مسحورا وما جرت عادة مشركي العرب بوصف رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك بل عادتهم جارية بقرفه بأنه ساحر. الجواب أما قوله تعالى (وإذ هم نجوى) فان نجوى مصدر يوصف به الواحد والاثنان والجمع والمذكر والمؤنث وهو مقر على لفظه ويجري ذلك مجري قولهم الرجال صوم والمناهل حمد يعني بصوم صائمون وبحمد محمودون. وقد قال قوم ان معناه وإذ هم أصحاب نجوى فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه ويقال القوم نجي والقوم أنجية فمن وحد بني على مذهب المصدر ومن جمع جعله منقولا عن المصادر ملحقا برغيف وأرغفة وما أشبه ذلك. قال الشاعر في التوحيد أتاني نجيي بعد هدء ورقدة * ولم أك فيما قد بلوت بكاذب (1)
(٣٥)