عن اليقين والايمان ولا يقتضي ذلك أنه تعالي سئل ما كان لا يجب أن يفعله وما لولا المسألة لجاز فعله لأنه غير ممتنع أن يدعوه على سبيل الانقطاع إليه والافتقار إلى ما عنده بان يفعل تعالى ما نعلم أنه لا بد من أن يفعله وبأن لا يفعل ما نعلم أنه واجب أن لا يفعله تعالى إذا تعلق بذلك ضرب من المصلحة كما قال تعالى حاكيا عن إبراهيم عليه الصلاة والسلام (ولا تحزني يوم يبعثون) وكما قال في تعليمنا ما ندعوه به (قال رب احكم بالحق) وكقوله تعالى (ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به) على أحد الأجوبة وكل ما ذكرناه واضح بحمد الله. [قال الشريف] رضي الله عنه وإني لأستحسن قول الراعي في وصف الأثافي والرماد فلقد طبق وصفه المفصل مع جزالة الكلام وقوته واستوائه واطراده وأورق من عهد ابن عفان حوله * حواضن ألاف على غير مشرب وراد الأعالي أقبلت بنحورها * على راشح ذي شامة متقوب كأن بقايا لونه في متونها * بقايا هناء في قلائص مجرب - الأورق - الرماد جعل الأثافي له كالحواضن لاحتضانها له واستدراتها حوله.
وأراد - بوراد الأعالي - أن ألوانها تضرب إلى الحمرة وخص الأعالي لأنها مواضع القدر فلا تكاد تسود - والراشح - هو الراضع وإنما شبه الرماد بينهن بفصيل بين أظآر - المتقوب - الذي قد انحسر أعلاه وشبه ما سودت النار منهن بأثر قطران على قلائص جربى - والمجرب - الذي قد جربت إبله. ونظير هذا المعنى بعينه أعنى تشبيه تسويد النار بالهناء قول ذي الرمة عفى الزرق من أطلال مية فالدحل * فأجماد حوضي حيث زاحمها الحبل (1)