فكأنها نفت عن فعله وجوه العار وليس يجري هذا مجري قول المرقش - ليس على طول الحياة ندم - لان البيت متى لم يحمل على أن المراد به ليس على فوت طول الحياة ندم لم يفد شيئا وقد بينا فائدة قول الخنساء إذا كان المراد ما ذكرناه (مجلس آخر 56) [تأويل آية]. إن سأل سائل عن قوله تعالى (واسأل من أرسلنا قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن) الآية. الجواب قد ذكر في هذه الآية وجوه. أولها أن يكون المعنى واسأل أتباع من أرسلنا قبلك من رسلنا ويجرى ذلك مجرى قولهم السخاء حاتم والشعر زهير يريدون السخاء حاتم والشعر شعر زهير وأقاموا حاتما مقام السخاء المضاف إليه وقوله تعالى (ولكن البر من آمن بالله) ومثله قول شاعر لهم مجلس سهب السال أذلة * سوا سية أحرارها وعبيدها (1) والمأمور بالسؤال في ظاهر الكلام النبي عليه الصلاة والسلام وهو في المعنى لامنه لأنه عليه الصلاة والسلام لا يحتاج إلى السؤال لكنه خوطب خطاب أمته كما قال تعالى (المص كتاب انزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه) فأفرده الله تعالى بالمخاطبة ثم رجع إلى خطاب أمته فقال (اتبعوا ما أنزل إليكم) (فلا يكن في صدرك حرج) وفي موضع آخر (يا أيها النبي اتق الله) الآية فخاطبه عليه الصلاة والسلام والمعنى لأمته لأنه بين بقوله تعالى (ان الله كان بما تعملون خبيرا). وقال تعالى (يا أيها النبي إذا طلقتم النساء) فوحد وجمع في موضع واحد وذلك للمعني الذي ذكرناه
(١٦٥)