وأنشد الفراء في الجمع ظلت نساؤهم والقوم انجية * يعدي عليها كما يعدى على الغنم فأما قوله تعالى (إن تتبعون إلا رجلا مسحورا) ففيه وجوه. أولها أن يكون المراد ان تتبعون إلا رجلا متغير العقل لأن المشركين كان من مذهبهم عيب النبي صلى الله عليه وسلم وتضعيف أمره وتوهين رأيه وكانوا في وقت ينسبونه إلى أنه ساحر وفي آخر يرمونه بالجنون وانه مسحور متغير العقل وربما قذفوه بأنه شاعر حوشى من ذلك كله وقد جرت عادة الناس بان يصفوا من يضيفونه إلى البله والغفلة وقلة التحصيل بأنه محسور. وثانيها أن يريدوا بالمسحور المخدوع المعلل لان ذلك أحد ما يستعمل فيه هذه اللفظة. قال امرؤ القيس أرانا موضعين لحتم غيب * ونسحر بالطعام وبالشراب (1)
(٣٦)