سعى وهو مولي الريح يشكر فضلها * عليه ومن يولي الصنيعة يشكر قال فاستجاد المكتفى بالله قوله - على حين لا نقع تطوحه الصبا فقال له يحيي بن علي أنشدني ابن الرومي شعرا له في هذا المعنى ولم أتعلم قط من ذي سباحة * سوى الغوص والمضعوف غير مغالب ولم لا ولو ألقيت فيها وصخرة * لوافيت منها القعر أول راسب وأيسر إشفاقي من الماء أنني * أمر به في الكوز مر الأجانب وأخشى الردى منه على كل شارب * فكيف بأمنية على نفس راكب فقلت له إنما أخذ ابن الرومي بيته الثالث من قول أبي نواس فقال المكتفى بالله فما قال قلت حدثني علي بن سراج المصري قال حدثني أبو وائل اللخمي قال حدثني إبراهيم بن الخصيب قال وقف أبو نواس بمصر على النيل فرأي رجلا قد أخذه التمساح فقال أضمرت للنيل هجرانا ومقلية * مذ قيل لي إنما التمساح في النيل فمن رأي النيل رأى العين من كثب * فما أرى النيل إلا في البواقيل قال الصولي - والبواقيل - سفن صغار. ثم أجري المكتفي بعد ذلك ذكر الشيب فقال العرب تقول أظلم من شيب وقد شبت وظلمني المشيب وشبت يا صولي فقلت جواب عبدك في هذا جواب معن بن زائدة الشيباني لجدك المنصور وقد قال له كبرت يا معن فقال في طاعتك يا أمير المؤمنين قال وانك لتتجلد قال على أعدائك قال وفيك بحمد الله بقية قال لخدمتك فنزع المكتفى عمامته فإذا شيبتان في مقدم رأسه فقال لقد غمني لطوع هاتين الشيبتين فقلت له إنما يعيش الناس في الشيب فأما السواد فلا يصحب الناس خالصا أكثر من أربعين سنة إلى الخمسين وقد يعاش في البياض الذي لا سواد فيه ثمانون سنة فأنشده يحيي بن علي في معني طول العمر مع المشيب قول امرئ القيس
(٥٢)