للعبد على ما لم يقدره الله تعالى عز وجل وليس يجب عليه أن يستبعد هذا الوجه لأن ما تتعلق به المشيئة في الآية محذوف غير مذكور وليس لهم أن يعلقوا قوله تعالى (إلا أن يشاء الله) بالأفعال دون تعلقه بالقدرة لأن كل واحد من الأمرين غير مذكور وكل هذا واضح بحمد الله. ونعود إلى ما كنا وعدنا به من الكلام على شعر مروان فمما يختار قوله من قصيدة أولها طرقتك زائرة فحي خيالها * بيضاء تخلط بالحياء دلا لها يقول فيها مالت بقلبك فاستقاد ومثلها * قاد القلوب إلى الصبا فأمالها فكأنما طرقت بنفحة روضة * سحت بها ديم الربيع طلالها باتت تسائل في المنام معرسا * بالبيد أشعث لا يمل سؤالها في فتية هجعوا غرارا بعدما * سئموا مراعشة السرى ومطالها [قال المرتضى] رضي الله عنه - المراعشة - هي تحريك الرأس في السير من النوم فكأن حشو ثيابهم هندية * نحلت وأغفلت العيون صقالها أما ذكره في أول القصيدة طروق الطيف فإنه لم يأت فيه بمعنى غريب ولا لفظ مستعذب (1) وقد قال الناس في طيف الخيال فأكثروا. وقد سبق في ذلك قيس بن الخطيم إلى معني كل الناس فيه عيال عليه وهو قوله
(٤)