الأمالي - السيد المرتضى - ج ٣ - الصفحة ١٢٨
جاز أن يقول بين ذلك وبين لا يكون إلا مع اثنين أو أكثر لان لفظة ذلك تنوب عن الجمل تقول ظننت زيدا قائما ويقول القائل قد ظننت ذلك وقد ظن ذاك. ومعنى - فاقع لونها - أي خالصة الصفرة وقيل إن كل ناصع اللون بياضا كان أو غيره فهو فاقع وقيل أنه أراد بصفراء ههنا سوداء. ومعنى قوله تعالى (لا ذلول تثير الأرض) أي تكون صبعة لا يذللها العمل في إثارتها الأرض وسقى الزرع. ومعني مسلمة - مفعلة من السلامة من العيوب. وقال قوم مسلمة من الشية أي لاشية فيها تخالف لونها. وقوله - لاشية فيها - أي لا عيب فيها وقيل لا وضح وقيل لا لون يخالف لون جلدها والله أعلم بما أراد وإياه نسأل التوفيق. [قال الشريف المرتضى] رضي الله عنه . كنت أظن أن المتنبي قد سبق إلى معنى قوله في مرثية أخت سيف الدولة طوى الجزيرة حتى جاءني خبر * فزعت فيه بآمالي إلى الكذب حتى إذا لم يدع لي صدقه أملا * شرقت بالدمع حتى كاد يشرق بي حتى رأيت هذا المعني لمسلم بن الوليد الأنصاري وللبحتري. أما الذي لمسلم فقوله في قصيدة يرثي بها سهل بن الصباح وقف العفاة عليك من متحير * وله الرجاء وذى غنى يسترجع ومخادع السمع النعي ودونه * خطب ألم بصادق لا يخدع وقال البحتري يرثي وصيفا التركي إذا جد نادعية توهمت أنه * يكرر من أخباره قول مازح وكنت أظن المتنبي سبق إلى قوله تحل القنا يوم الطعان بعقوتي * فأحرمه عرضي وأطعمه جلدي (1)

(1) - القنا - جمع قناة وهي الرمح - وعقوتي - ساحتي - والعرض - موضع الذم والمدح من الانسان. والمعنى ان الطعن يقع في ساحته فيجعل جلده طعما له ولا ينهزم خوفا من الطعن في عرضه وهو من قصيدة يودع بها ابن العميد عند مسيره قاصدا سيف لدولة ثم قتله فاتك الأسدي ومطلعها نسيت وما أنسى عتابا على الصد * ولا خفرا زادت به حمرة الخد ولا ليلة قصرتها بقصيرة * أطالت يدي في جيدها صحبة العقد ومن لي بيوم مثل يوم كرهته * قربت به عند الوداع من البعد وإلا يخص الفقد شيئا لأنني * فقدت فلم أفقد دموعي ولا وجدى تمن يلذ المستهام بذكره * وإن كان لا يغنى فتيلا ولا يجدى وغيظ على الأيام كالنار في الحشي * ولكنه غيظ الأسير على القد فإما تريني لا أقيم ببلدة * فآفة غمدي في دلوقى وفي حدى يحل القنا يوم الطعان بعقوتي * فأحرمه عرضى وأطعمه جلدي تبدل أيامي وعيشي ومنزلي * نجائب لا يفكرن في النحس والسعد وأوجه فتيان حياء تلثموا * عليهن لا خوفا من الحر والبرد وليس حياء الوجه في الذئب شيمة * ولكنه من شيمة الأسد الورد إذا لم تجزهم دار قوم مودة * أجاز القنا والخوف خير من الود يحيدون عن هزل الملوك إلى الذي * توفر من بين الملوك على الجد
(١٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 (المجلس الواحد والأربعون) تأويل قوله تعالى فأين يذهبون ان هو الا ذكر للعالمين الآية 2
2 رد قوله المعتزلة في مسئلة ارادته تعالى القبائح 3
3 عود إلى ذكر بعض محاسن شعر مروان بن أبي حفصة وغيره 4
4 مفاكهة أدبية 8
5 (المجلس الثاني والأربعون الثالث) تأويل قوله تعالى: أولئك لم يكونوا معجزين في الأرض الآية 14
6 تأويل قوله تعالى: ما كانوا يستطيعون السمع الآية 14
7 استرواح بذكر شئ من شعر مروان بن أبي حفصة وغيره 16
8 (المجلس الثالث والأربعون) تأويل قوله تأويل: ما منعك ان لا تسجد إذ أمرتك الآية 25
9 عود إلى ذكر طرف من شعر مروان بن أبي حفصة أيضا 26
10 (المجلس الرابع والأربعون) تأويل قوله تعالى: نحن أعلم ما يستمعون به الآية 35
11 تأويل قوله تعالى: ان تتبعون الا رجلا مسحورا 36
12 استرواح بذكر بعض من المحاسن الشعرية 38
13 (المجلس الخامس والأربعون) تأويل قوله تعالى: كل شئ هالك الا وجهه الآية 41
14 تأويل قوله تعالى: انما نطعمكم لوجه الله الآية ونحوها 50
15 استرواح بذكر حكاية أدبية لمحمد بن يحيى الصولي وشئ من كلام البحتري 50
16 مفاكهة المكتفى بالله مع الصولي في محاسن الشيب ومدحه 52
17 واقعة امرئ القيس مع قيصر الروم 53
18 (المجلس السادس والأربعون) تأويل قوله تعالى: وإذا سئلك عبادي عني فاني قريب الآية 59
19 عود إلى ذكر الشيب وما تقوله العرب في ذمه 61
20 قصة البيدق مع الرشيد 63
21 قصة العتابي معه أيضا 63
22 (المجلس السابع والأربعون) تأويل قوله تعالى: هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب الآية 70
23 عود إلى ذم الشيب والتألم من فقد الشباب 72
24 رد على الآمدي في انتقاده كلام البحتري 77
25 ذكر بعض مبتكرات من شعر ابن الرومي 79
26 (المجلس الثامن والأربعون) تأويل قوله تعالى: ليس لك من الأمر شئ الآية 80
27 تأويل خبر لا تناجشوا ولا تدابروا الحديث 82
28 ذكر ما ورد في اللغة العربية من معاني العرض 84
29 استرواح بذكر شئ من شعر قطري بن الفجاءة 88
30 (المجلس التاسع والأربعون) تأويل قوله تعالى: وقالت اليهود يد الله مغلولة الآية 91
31 تأويل خبر لعن الله السارق يسرق البيضة الحديث 93
32 ذكر معاني البيضة في كلام العرب والاستشهاد عليها 95
33 استرواح بذكر حكاية لطيفة للأصمعي مع الرشيد 99
34 (المجلس الخمسون) تأويل قوله تعالى: الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور 100
35 منادمة الشعبي والأخطل في مجلس عبد الملك بن مروان 101
36 استطراد لذكر مرية أعشي باهلة وبلاغتها 105
37 ذكر بعض كلام للأخطل في امتداحه لمعاوية 113
38 (المجلس الواحد والخمسون) تأويل قوله تعالى: ربنا لا تزع قلوبنا بعد إذ هديتنا الآية 114
39 استرواح بذكر قول الراعي في وصف الأثافي والرماد 116
40 (المجلس الثاني والخمسون) تأويل قوله تعالى: وإذ قال موسى لقومه ان الله يأمركم أن تذبحوا بقرة الآية 125
41 استرواح بذكر بعض كلام المتنبي وغيره 128
42 ذكر طرف من محاسن شعر عمارة بن عقيل وغيره 131
43 (المجلس الثالث والخمسون) تأويل قوله تعالى: لئن بسطت إلى يدك لتقتلني الآية 134
44 شواهد إضافة المصدر إلى فاعله ومفعوو 135
45 تأويل خبر لا يموت لمؤمن ثلاث من الأولاد الحديث 138
46 تشبيه العرب قلة مكث الشئ بتحلة اليمين والاستشهاد عليه بكلامهم 138
47 (المجلس الرابع والخمسون) تأويل قوله تعالى: ثم قست قلوبكم من بعد ذلك الآية 142
48 استرواح بذكر ما يختار من شعر الأحوص الأنصاري 149
49 (المجلس الخامس والخمسون) تأويل قوله تعالى: وعلم آدم الأسماء كلها الآية 155
50 تلخيص الجواب في هذا الموضوع 156
51 اشكال غريب في الآية المذكورة والجواب عنه 161
52 استرواح بذكر شئ من محاسن شعر حسان وغيره 162
53 (المجلس السادس والخمسون) تأويل قوله تعالى: واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا الآية 165
54 استطراد لذكر ما خوطب به صلى الله عليه وسلم والمقصود به أمته 165