تمنى ابنتاي أن يعيش أبوهما * وهل أنا إلا من ربيعة أو مضر (1) أراد هل أنا إلا من أحد هذين الحيين فسبيلي ان أفنى كما فينا وإنما حسن ذلك لان قصده الذي أجرى إليه وغرضه الذي نحاه وهو أن يخبر بكونه ممن يموت ويفنى ولا يخل به اجمال ما أجمل من كلامه فاضرب عن التفصيل لأنه لا فائدة فيه ولأنه سواء كان من ربيعة أو مضر فموته واجب وكذلك الآية لان الغرض فيها أن يخبر تعالى عن شدة قسوة قلوبهم وانها مما لا تنثني لوعظ ولا تصغي إلى حق فسواء كانت في القسوة كالحجارة أو أشد منها فقد تم ما أجرى إليه من الغرض في وصفها وذمها وصار تفصيل تشبيهها بالحجارة وبما هو أشد قسوة منها كتفصيل كونه من ربيعة أو مضر في أنه غير محتاج إليه ولا يقتضيه الغرض في ى الكلام. ورابعها أن تكون أو بمعنى بل كقوله تعالى (وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون) معناه بل يزيدون وروى عن ابن عباس في قوله تعالى (وأرسلناه إلي مائة ألف أو يزيدون) قال كانوا مائة ألف وبضعا وأربعين
(١٤٤)