وعدى كالمستريح فقال جرير إذا تراه يستلب بها مثلا قال الفرزدق يا لكع أنه يقول قلم أصاب من الدواة مدادها فقال جرير كأن سمعك مخبو في صدره فقال لي اسكت شغلني سبك عن جيد الكلام (1) فلما بلغ إلى قوله ولقد أراد الله إذ ولاكها * من أمة إصلاحها ورشادها قال الأصمعي قال لي الرشيد ما تراه قال حين أنشده الشاعر هذا البيت فقلت قال كذاك أراد الله فقال الرشيد ما كان في جلالته يقول هذا أحسبه قال ما شاء الله قال وكذا جاءت الرواية فلما أتيت على آخرها قال لي أتروي لذي الرمة شيئا قلت الأكثر قال فماذا أراد بقوله ممر أمرت فتله أسدية * ذراعيه حلالة بالمصانع قلت وصف حمار وحش أسمنه بقل روضة تواشجت أصوله وتشابكت فروعه عن مطر سحابة كانت بنوء الأسد في الذراع فقال الرشيد أرخ فقد وجدناك ممتعا وعرفناك محسنا ثم قال إني لأجد ملالة ونهض فأخذ الخادم يصلح عقب النعل في رجله وكانت عربية فقال الرشيد عقرتني يا غلام فقال الفضل قاتل الله الأعاجم أما انها لو كانت سندية لما احتجت إلى هذه الكلفة فقال الرشيد هذه نعلي ونعل آبائي كم تعارض فلا تترك من جواب ممض ثم قال يا غلام تأمر صالح الخادم بتعجيل ثلاثين ألف درهم
(٩٩)