الأمالي - السيد المرتضى - ج ٣ - الصفحة ١٣٥
الله رب العالمين إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك الآية). فقال كيف يجوز أن يخبر تعالى عن هابيل وقد وصفه بالتقوى والطاعة بأنه يريد أن يبوء أخوه بالإثم وذلك إرادة القبيح وإرادة القبيح قبيحة عندكم على كل حال ووجه قبحها كونها إرادة لقبيح وليس قبحها مما يتغير وكيف يصح أن يبوء القاتل بإثمه وإثم غيره وهل هذا الا ما يأبونه من أخذ البرئ بجرم السقيم. الجواب قلنا جواب أهل الحق عن هذه الآية معروف وهو ان هابيل لم يرد من أخيه قبيحا ولا أراد أن يقتله وإنما أراد ما خبر الله تعالى به عنه من قوله (إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك) أي تبوء بجزاء ما قدمت عليه من القبيح وعقابه وليس بقبيح أن يريد نزول العقاب المستحق بمستحقه ونظير قوله إثمي مع أن المراد به عقوبة إثمي الذي هو قتلى قول القائل عمن يعاقب على ذنب جناه هذا ما كسبت يداك والمعني هذا جزاء ما كسبته يداك وكذلك قولهم لمن يدعون عليه لقاك الله عملك وستلقى علمك يوم القيامة معناه ما ذكرناه. فان قيل كيف يجوز أن يحسن رادة عقاب غير مستحق لم يقع سببه لان القتل على هذا القول لم يكن واقعا. قلنا ذلك جائز بشرط وقوع الأمر الذي يستحق به العقاب فهابيل لما رأى من أخيه التصميم على قتله والإضمار والعزم على إمضاء القبيح فيه وغلب على ظنه وقوع ذلك جاز أن يريد عقابه بشرط أن يفعل ما هم به وعزم عليه. فأما قوله إثمي وإثمك فالمعنى فيه واضح لأنه أراد بإثمي عقاب قتلك لي وباثمك أي عقاب المعصية التي أقدمت عليها من قبلي فلم يتقبل قربانك لسببها لان الله تعالى أخبر عنهما بأنهما قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر وان العلة في أن قربان أحدهما لم يتقبل انه غير متق وليس يمتنع أن يريد بإثمي ما ذكرناه لأن الإثم مصدر والمصادر قد تضاف إلى الفاعل والمفعول جميعا وذلك مستعمل مطرد في القرآن والشعر والكلام فمثال ما أضيف إلى الفاعل. قوله تعالى (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض) ومن اضافته إلى المفعول. قوله تعالى (لا يسأم الانسان من دعاء الخير وان مسه الشر). وقوله تعالى (لقد ظلمك بسؤال نعجتك
(١٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 (المجلس الواحد والأربعون) تأويل قوله تعالى فأين يذهبون ان هو الا ذكر للعالمين الآية 2
2 رد قوله المعتزلة في مسئلة ارادته تعالى القبائح 3
3 عود إلى ذكر بعض محاسن شعر مروان بن أبي حفصة وغيره 4
4 مفاكهة أدبية 8
5 (المجلس الثاني والأربعون الثالث) تأويل قوله تعالى: أولئك لم يكونوا معجزين في الأرض الآية 14
6 تأويل قوله تعالى: ما كانوا يستطيعون السمع الآية 14
7 استرواح بذكر شئ من شعر مروان بن أبي حفصة وغيره 16
8 (المجلس الثالث والأربعون) تأويل قوله تأويل: ما منعك ان لا تسجد إذ أمرتك الآية 25
9 عود إلى ذكر طرف من شعر مروان بن أبي حفصة أيضا 26
10 (المجلس الرابع والأربعون) تأويل قوله تعالى: نحن أعلم ما يستمعون به الآية 35
11 تأويل قوله تعالى: ان تتبعون الا رجلا مسحورا 36
12 استرواح بذكر بعض من المحاسن الشعرية 38
13 (المجلس الخامس والأربعون) تأويل قوله تعالى: كل شئ هالك الا وجهه الآية 41
14 تأويل قوله تعالى: انما نطعمكم لوجه الله الآية ونحوها 50
15 استرواح بذكر حكاية أدبية لمحمد بن يحيى الصولي وشئ من كلام البحتري 50
16 مفاكهة المكتفى بالله مع الصولي في محاسن الشيب ومدحه 52
17 واقعة امرئ القيس مع قيصر الروم 53
18 (المجلس السادس والأربعون) تأويل قوله تعالى: وإذا سئلك عبادي عني فاني قريب الآية 59
19 عود إلى ذكر الشيب وما تقوله العرب في ذمه 61
20 قصة البيدق مع الرشيد 63
21 قصة العتابي معه أيضا 63
22 (المجلس السابع والأربعون) تأويل قوله تعالى: هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب الآية 70
23 عود إلى ذم الشيب والتألم من فقد الشباب 72
24 رد على الآمدي في انتقاده كلام البحتري 77
25 ذكر بعض مبتكرات من شعر ابن الرومي 79
26 (المجلس الثامن والأربعون) تأويل قوله تعالى: ليس لك من الأمر شئ الآية 80
27 تأويل خبر لا تناجشوا ولا تدابروا الحديث 82
28 ذكر ما ورد في اللغة العربية من معاني العرض 84
29 استرواح بذكر شئ من شعر قطري بن الفجاءة 88
30 (المجلس التاسع والأربعون) تأويل قوله تعالى: وقالت اليهود يد الله مغلولة الآية 91
31 تأويل خبر لعن الله السارق يسرق البيضة الحديث 93
32 ذكر معاني البيضة في كلام العرب والاستشهاد عليها 95
33 استرواح بذكر حكاية لطيفة للأصمعي مع الرشيد 99
34 (المجلس الخمسون) تأويل قوله تعالى: الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور 100
35 منادمة الشعبي والأخطل في مجلس عبد الملك بن مروان 101
36 استطراد لذكر مرية أعشي باهلة وبلاغتها 105
37 ذكر بعض كلام للأخطل في امتداحه لمعاوية 113
38 (المجلس الواحد والخمسون) تأويل قوله تعالى: ربنا لا تزع قلوبنا بعد إذ هديتنا الآية 114
39 استرواح بذكر قول الراعي في وصف الأثافي والرماد 116
40 (المجلس الثاني والخمسون) تأويل قوله تعالى: وإذ قال موسى لقومه ان الله يأمركم أن تذبحوا بقرة الآية 125
41 استرواح بذكر بعض كلام المتنبي وغيره 128
42 ذكر طرف من محاسن شعر عمارة بن عقيل وغيره 131
43 (المجلس الثالث والخمسون) تأويل قوله تعالى: لئن بسطت إلى يدك لتقتلني الآية 134
44 شواهد إضافة المصدر إلى فاعله ومفعوو 135
45 تأويل خبر لا يموت لمؤمن ثلاث من الأولاد الحديث 138
46 تشبيه العرب قلة مكث الشئ بتحلة اليمين والاستشهاد عليه بكلامهم 138
47 (المجلس الرابع والخمسون) تأويل قوله تعالى: ثم قست قلوبكم من بعد ذلك الآية 142
48 استرواح بذكر ما يختار من شعر الأحوص الأنصاري 149
49 (المجلس الخامس والخمسون) تأويل قوله تعالى: وعلم آدم الأسماء كلها الآية 155
50 تلخيص الجواب في هذا الموضوع 156
51 اشكال غريب في الآية المذكورة والجواب عنه 161
52 استرواح بذكر شئ من محاسن شعر حسان وغيره 162
53 (المجلس السادس والخمسون) تأويل قوله تعالى: واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا الآية 165
54 استطراد لذكر ما خوطب به صلى الله عليه وسلم والمقصود به أمته 165