في الكلام يقول القائل أعجبني ضرب عمرو خالدا إذا كان عمرو فاعلا وضرب عمرو خالد إذا كان عمرو مفعولا. وقد ذكر قوم في الآية وجها آخر وهو أن يكون المراد إني أريد زوال أن تبوء بإثمي وإثمك لأنه لم يرد له إلا الخير والرشد فحذف الزوال وأقام ان وما اتصل بها مقامه كما قال تعالى (وأشربوا في قلوبهم العجل) أراد حب العجل فحذف الحب وأقام العجل مقامه وكما قال تعالى (واسأل القرية) وهذا قول بعيد لأنه لا دلالة في الكلام على محذوف وإنما تستحسن العرب الحذف في بعض المواضع لاقتضاء الكلام المحذوف ودلالته عليه. وذكر أيضا وجه آخر وهو أن يكون المعنى إني أريد أن لاتبوء بإثمي وإثمك أي أريد أن لا تقتلني ولا أقتلك فحذف لا واكتفى بما في الكلام كما قال تعالى (يبين الله لكم أن تضلوا) معناه أن تضلوا وكقوله تعالى (وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم) معناه أن لا تميد بكم وكقول الخنساء فأقسمت آسي على هالك * وأسأل نائحة مالها أرادت لا آسى ولا أسأل. وقال امرؤ القيس فقلت يمين الله أبرح قاعدا * ولو قطعوا رأسي لديك وأوصالي أراد لا أبرح. وقال عمرو بن كلثوم نزلتم منزل الأضياف منا * فعجلنا القرى أن تشتمونا أراد أن لا تشتمونا والشواهد في هذا كثيرة جدا وهذا الجواب يضعفه كثير من أهل
(١٣٧)