وجرت على الأيدي مجسة كفه * كذلك موج البحر ملتهب الوقد وما الكلب محموما وإن طال عمره * ألا إنما الحمي على الأسد الورد (1) [قال الشريف المرتضى] رضي الله عنه. أما تشبيه صفرة اللون بصفرة الدر فهو تشبيه مليح موافق لغرض إلا أنه أخطأ في قوله إن حمدهم * من الدر ما اصفرت نواحيه في العقد لان ذلك ليس بمحمود بل مذموم ولو شبه وترك التعليل لكان أجود. وروى أبو العباس أحمد بن فارس المنيجي قال حدثنا أبو أحمد عبيد الله بن يحيى البحتري قال حدثني أبي قال حدثني جدي البحتري قال كنت عند أبي العباس المبرد يوما فتذاكرنا شعر عمارة بن عقيل فقال أبو العباس لقد أحسن عمارة في قوله لخالد بن يزيد لما وجه إليه بهذين البيتين لم أستطع سيرا لمدحة خالد * فجعلت مدحيه إليه رسولا فليرحلن إلي نائل خالد * وليكفين رواحلي الترحيلا قال البحتري فقلت له لمروان بن أبي حفصة في عبد الله بن طاهر وقد أتاه نائلة من الجزيرة ما هو أحسن من هذا وأنشدته لعمري لنعم الغيث غيث أصابنا * بغداد من أرض الجزيرة وابله فكنا كحي صبح الغيث أهله * ولم يرتحل أظعانه ورواحله
(١٣١)