ألفا. وأنشد الفراء بدت مثل قرن الشمس في رونق الضحى * وصورتها أو أنت في العين أملح وقد تكون أم في الاستفهام أيضا بمعنى بل كقول القائل أضربت عبد الله أم أنت رجل متعنت معناه بل أنت رجل متعنت.
وقال الشاعر فوالله ما أدرى أسلمى تغولت * أم النوم أم كل إلي حبيب معناه بل كل. وقد طعن بعضهم على هذا الجواب فقال وكيف يجوز أن يخاطبنا تعالى بلفظة بل وهي تقتضي الاستدراك والنقض للكلام الماضي والاضراب عنه وليس ذلك بشئ أما الاستدارك فان أريد به الاستفادة أو التذكر لما لم يكن معلوما فليس بصحيح لان أحدنا يقول أعطيته ألفا بل ألفين وقصدته دفعة بل دفعتين وهو عالم في ابتداء كلامه بما أخبر به في الثاني ولم يتجدد به علم وان أراد به الأخذ في كلام غير الماضي واستئناف زيادة عليه فهو صحيح ومثله جائز عليه تعالي فأما النقض للكلام الماضي فليس بواجب في كل موضع تستعمل فيه لفظة بل لان القائل إذا قال أعطيته ألفا بل ألفين لم ينقض الأول وكيف ينقضه والأول داخل في الثاني وإنما زاد عليه وإنما يكون ناقضا للماضي إذا قال لقيت رجلا بل حمارا وأعطيته درهما بل ثوبا لان الأول لم يدخل في الثاني على وجه وقوله تعالى (أو أشد قسوة) غير ناقض للأول لأنها لا تزيد في القسوة على الحجارة إلا بعد أن تساويها وإنما تزيد عليها بعد المساواة. وخامسها أن تكون أو بمعني الواو كقوله (أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت آبائكم) معناه وبيوت آبائكم. قال جرير نال الخلافة أو كانت له قدرا * كما أتى ربه موسي على قدر (1)