جهلتها إذ هي موفورة * ثم مضت عنى فعرفتها ففرحة الموهوب أعدمتها * و ترحة المسلوب ألحفتها لو أن عمري مائة هدني * تذكري أني تنصفتها وله في هذا المعنى وقد تقدمت هذه الأبيات في الأمالي السالفة وقد أحسن فيها كل الإحسان كفى بسراج الشيب في للرأس هاديا * لمن قد أضلته المنايا لياليا أمن بعد إبداء المشيب مقاتلي * لرامي المنايا تحسبني ناجيا غدا الدهر يرميني فتدنو سهامه * لشخصي أخلق أن يصبن سواديا وكان كرامي الليل يرمى ولا يرى * فلما أضاء الشيب شخصي رمانيا (مجلس آخر 48) [تأويل آية]. إن سأل سائل عن قوله تعالى (ليس لك من الأمر شئ أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون). فقال كيف جاءت أو بعد ما لا يجوز أن يعطف عليه وما الناصب لقوله تعالى (أو يتوب عليهم) وليس في ظاهر الكلام ما يقتضى نصبه . الجواب قلنا قد ذكر في ذلك وجوه. أولها أن يكون قوله (أو يتوب عليهم) معطوفا على قوله ليقطع طرفا والمعنى أنه تعالى عجل لكم هذا النصر ومنحكم به ليقطع طرفا من الذين كفروا أي قطعة منهم وطائفة من جمعهم أو يكبتهم ويغلبهم ويهزمهم فيخيب سعيهم وتكذب فيكم ظنونهم أو يغلبهم ما يرون من تظاهر آيات الله تعالى الموجبة لتصديق نبيه عليه الصلاة والسلام فيتوبوا ويؤمنوا فيقبل الله تعالى ذلك منهم ويتوب عليهم أو يكفروا بعد قيام الحجج وتأكيد البينات والدلائل فيموتوا أو يقتلوا كافرين فيعذبهم الله تعالى باستحقاقهم النار ويكون على هذا الجواب قوله
(٨٠)