رفع أحكامها ونسخها كان أولى. والأشبه أن يكون المراد بهذا الخبران السارق يسرق الكثير الجليل قتقطع يده ويسرق الحقير القليل فتقطع يده فكأنه تعجيز له وتضعيف لاختياره من حيث باع يده بقليل الثمن كما باعها بكثيره. وقد حكى أهل اللغة ان بيضة القوم وسطهم وبيضة الدار وسطها وبيضة السنام شحمته وبيضة الصيف معظمة وبيضة البلد الذي لا نظير له وإن كان قد يستعمل ذلك في المدح والذم على سبيل الأضداد وإذا استعمل في الذم فمعناه ان الموصوف بذلك حقير مهين كالبيضة التي تفسدها النعامة فتتركها ملقاة ولا تلتفت إليها فمما جاء من ذلك في المدح قول أخت عمرو ابن عبد ود ترثيه (1) وتذكر قتل أمير المؤمنين عليه السلام إياه وقيل إن الأبيات لامرأة من العرب غير أخته لو كان قاتل عمرو غير قاتله * لكنت أبكى عليه آخر الأبد لكن قاتله من لا يعاب به * قد كان يدعى قديما بيضة البلد
(٩٥)