.. وقال المتنخل الهذلي ولا والله نادى الحي ضيفي * هدؤا بالمساءة والعلاط سأبدأهم بمشمعة وأثنى * بجهدي من طعام أو بساط أراد بقوله - نادى الحي ضيفي - أي لا ينادونه من النداء بالسوء والمكروه ولا يتلقونه بما يؤثر - والعلاط - من علطه واعتلط به إذا خاصمه وشاغبه ووسمه بالشر وأصله من علاط البعير وهو وسم في عنقه.. وقيل إن معنى نادى الحي ضيفي من النادي أي لا يجالسونه بالمكروه والسوء.. ومعنى - سأبدأهم بشمعة - أي بلعب وضحك لأن ذلك من علامات الكرم والسرور بالضيف والقصد إلى إيناسه وبسطه.. ومنه قول الآخر ورب ضيف طرق الحي سرى * صادف زادا وحديثا ما أشتهي (1) إن الحديث طرف من القري وروى الأصمعي عن خلف الأحمر قال سنة الاعراب انهم إذا حدثوا الرجل الغريب وهشوا إليه ومازحوه أيقن بالقري وإذا أعرضوا عنه عرف الحرمان.. ومعنى - أثنى بجهد من طعام أو بساط - أي اتبع ذلك بهذا.. ومعنى الخبر على هذا أن من كان من شأنه العبث بالناس والاستهزاء بهم والضحك منهم أصاره الله تعالى إلى حالة يعبث به فيها ويستهزأ منه.. ويقارب هذا الحديث من وجه حديث آخر وهو ما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم من يشمع الناس بعمله يشمع الله به والمعنى من يرائى بأعماله ويظهرها تقربا إلى الناس واتخاذا للمنازل عندهم يشهره الله بالرياء ويفضحه ويهتكه.. ويمكن أيضا في الخبر الأول وجه آخر لم يذكر فيه وهو ان من عادة العرب أن يسموا الجزاء على الشئ
(١٣٧)