تنزها وتقنعا والوجه في تخصيص نفى بسط اليد بالنوائب لأنها يضرع عندها في الأكثر المتنزه ويطلب المتعفف فمن لزم النزاهة مع الحاجة وشدة الضرورة فهو الكامل المروة ومعنى البيت الثاني ظاهر.. فأما الثالث فالمراد به إنني ممن إذا كره شيئا تمكن من مفارقته والنزوع عنه ولست ممن تضيق حيلته وتقصر قدرته عن استدراك ما يحب بما يكره.. وفيه فائدة أخرى وهي أنني ممن لا تملكه العادات وتقتاده الأهواء بل متى أردت مفارقة خلق إلى غيره وعادة إلى سواها لم يكن ذلك على متعذرا من حيث كان لرأيي على هواي السلطان والرجحان.. أخبرنا أبو عبيد الله المرزباني قال حدثني محمد بن إبراهيم قال حدثنا أحمد بن يحيى النحوي قال أخبرنا الزبير بن بكار قال حدثني عروة بن عبيد الله بن عروة بن الزبير قال كان عروة ابن أذينة نازلا مع أبي في قصر عروة بالعقيق فسمعته ينشد لنفسه إن التي زعمت فؤادك ملها * خلقت هواك كما خلقت هوى لها فيك الذي زعمت بها فكلاكما * أبدى لصاحبه الصبابة كلها ولعمرها لو كان حبك فوقها * يوما وقد ضحيت إذا لأظلها (1) وإذا وجدت لها وساوس ساوة * شفع الضمير إلى الفؤاد فسلها بيضاء باكرها النعيم فصاغها * بلباقة فأدقها وأجلها (2)
(٧٢)