عليه حزنا شديدا ولم يطعم ثلاثا فأنشدته لابن أراكة الثقفي لعمري لئن أتبعت طرفك ما مضي * من الدهر أو ساق الحمام إلى القبر لتستنفدن ماء الشؤون بأسره * وإن كنت تمريهن من ثبج البحر فقلت لعبد الله إذ حن باكيا * تعز وماء العين منهمر يجري تبين فإن كان البكا رد هالكا * على أحد فاجهد بكاك على عمرو ولا تبك ميتا بعد ميت أحبه * علي وعباس وآل أبي بكر قال فأمر فجئ بالطعام فأكل من ساعته.. قوله - حن باكيا - معناه رفع صوته بالبكاء وقال قوم الخنين بالخاء معجمة من الأنف والحنين من الصدر وهو صوت يخرج من كل واحد منهما.. وأخبرنا المرزباني قال حدثنا محمد بن العباس قال حدثنا محمد بن يزيد النحوي قال سمعت الثوري يقول دخلنا مع الأصمعي إلى إسماعيل بن جعفر ليلة في حاجة فأنشده الأصمعي أبيات ابن هرمة أتيناك نرجو حاجة ووسيلة * لديك وقد تحظى لديك الوسائل ونذكر ودا شده الله بيننا * على الدهر لم تدبب إليه الغوائل فاقسم ما أكبا زنادك قادح * ولا أكذبت فيك الرجاء القوابل ولا أرجعت ذا حاجة عنك علة * ولا عاق حرا عاجلا منك آجل ولا لام فيك الباذل الوجه نفسه * ولا احتكمت في الجود منك المباخل لم يزد على هذه الأبيات فقضي حاجته وأجاب مسئلته.. [قال المرتضى] رضي الله عنه ويشبه أن يكون ابن هرمة أخذ قوله * ولا كذبت فيك الرجاء القوابل * من قول الحزين الكناني في زيد بن علي بن الحسين عليه السلام فلما تردى بالحمائل وانثنى * يصول بأطراف القنا والذوابل
(١١٣)