حين قالت لها أجيبي فقالت * من دعاني قالت أبو الخطاب أبرزوها مثل المهاة تهادى * بين خمس كواعب أتراب ثم قالوا تحبها قلت بهرا * عدد القطر والحصى والتراب والثريا هي التي عناها عمر أموية وقد اختلف في نسبها فقيل إنها الثريا بنت عبد الله بن الحارث بن أمية الأصغر أبو عبد شمس وقيل إنها الثريا بنت علي بن عبد الله بن الحارث ابن أمية الأصغر وذكر الزبير بن بكار ان الثريا هي بنت عبد الله بن محمد بن عبد الله ابن الحارث بن أمية الأصغر وانها أخت محمد بن عبد الله المعروف بأبي جراب العبلي الذي قتله داود بن علي.. وأخبرنا أبو عبد الله المرزباني قال حدثني محمد بن إبراهيم قال حدثنا أحمد بن يحيى عن الزبير بن بكار قال حدثني موسى بن عمر بن الأفلح قال خبرني بلال بن أبي عتيق في حديث طويل لعمر بن أبي ربيعة مع الثريا اختصرناه وأوردنا بعضه قال لما سمع ابن أبي عتيق قول عمر - من رسولي إلى الثريا باني - قال إياي أراد وبي نوه لا جرم والله لا أذوق أكلا حتى أشخص إليه لأصلح بينهما فنهض ونهضت معه فجاء قوما من بني الدئل بن أبي بكر لم تكن النجائب تفارقهم يكرونها فاكترى منهم راحلتين وأغلى لهم بهما فقلت له استوضعهم شيئا أو دعني أماكسهم فقد استطولوا فقال لي ويحك أما علمت أن المكاس ليس من خلق الله الكرام وركب إحداهما وركبت الأخرى فسار سيرا شديدا فقلت له ارفق على نفسك فان ما تريد لا يفوتك فقال ويحك - أبادر حبل الود أن يتقضبا - ومن ملح الدنيا أن يلتم الصدع بين عمر والثريا فقدمنا مكة ليلا غير محرمين فدق على عمر بابه فخرج إليه فسلم عليه فما نزل ابن أبي عتيق عن راحلته وقال لعمر اركب أصلح بينك وبين الثريا فاني رسولك الذي سألت عنه فركب معه فقدمنا الطائف فقال ابن أبي عتيق للثريا هذا عمر قد جشمني السفر من المدينة إليك فجئتك به معترفا بذنب لم يجنه معتذرا من إساءتك إليه فدعيني من التعداد والترداد فإنه من الشعراء الذين يقولون مالا يفعلون فصالحته أحسن صلح وكررنا راجعين إلى المدينة ولم يقم ابن أبي عتيق بمكة ساعة واحدة.. وفي الثريا يقول عمر
(٢٢)