وقد عرض الرئيس على بنيه * فقال القوم هذا لا يكون ستحيا أو تموت فطالوه * وقتل المرء والده جنون فلم أقتل بحمد الله حصنا * وكل فتى سيدركه المنون ولم أنكل عليه وكل أمر * إذا هونته يوما يهون فإن يك بدء هذا الأمر غثا * فآخره بنى بدر سمين وحكي عمر بن بحر الجاحظ أن اسم عيينة بن حصن حذيفة وإنما أصابته اللقوة فجحظت عينه وزال فكه فسمي لذلك عيينة وإذا عظمت عين الانسان لقبوه أبا عيينة وأبا العيناء .. وروى قيس بن أبي حازم أن عيينة بن حصن بن حذيفة دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هذا أحمق مطاع.. وروى أيضا أنه كان يدلع لسانه للحسين بن علي عليهما السلام وهو صبي فيرى لسانه فيهش له فقال له عيينة أراك تضع هذا بهذا فوالله انه ليكون لي الابن رجلا قد خرج وجهه ما قبلته قط فقال رسول رسول الله صلى الله وسلم انه لا يرحم من لا يرحم.. ونعود إلي ما كنا وعدنا به من الكلام على شعر مروان فمما يختار من شعره قوله من قصيدة أولها صحا بعد جهل فاستراحت عواذله * وأقصر عنه حين أقصر باطله ومن مد في أيامه فتأخرت * منيته فالشيب لاشك شامله هو المرء إما دينه فهو مانع * صؤن وإما ماله فهو باذله أمر وأحلى ما بلا الناس طعمه * عقاب أمير المؤمنين ونائله أبي لما يأبي ذوو الحزم والتقي * فعول إذا ما جد بالأمر فاعله تروك الهوى لا السخط منه ولا الرضى * لدى موطن إلا علي الحق حامله
(١٦٩)