بالأهواز أيام الواثق وإبراهيم بن العباس يلي معونتها وخراجها فوصفت له بالأدب فأمر باحضاري فلما دخلت عليه قرب مجلسي وقال تسلف أنس المطاولة فان الاستمتاع لا يتم إلا به فأنبسطت وتساءلنا عن الأشعار فما رأيت أحدا قط أعلم بالشعر منه فقال لي ما عندك في قول النابغة ألم تر أن الله أعطاك سورة * ترى كل ملك دونها يتذبذب فإنك شمس والملوك كواكب * إذا طلعت لم يبد منهن كوكب فقلت أراد تفضيله على الملوك فقال صدقت ولكن في الشعر خب وهو انه اعتذر إلى النعمان من ذهابه إلى آل جفنة إلى الشام ومدحه لهم وقال إنما فعلت هذا لجفائك بي فإذا صلحت بي لم أرد غيرك كما أن من أضاءت له الشمس لم يحتج إلي ضوء الكواكب فأتى بمعنيين بهذا وبتفضيله قال فاستحسنت ذلك منه.. وكان إبراهيم بن العباس من أصدق الناس لأحمد بن أبي داود فعتب على ابنه أبى الوليد من شئ قدمه ومدح أباه وأحسن في التخلص كل الاحسان فقال عفت مساو تبدت منك واضحة * على محاسن بقاها أبوك لكا لئن تقدم أبناء الكرام به * لقد تقدم أبناء اللئام بكا .. ولإبراهيم تمر الصبا صفحا بساكن ذي الغضا * ويصدع قلبي أن يهب هبوبها قريبة عهد بالحبيب وإنما * هوى كل نفس حيث كان حبيبها تطلع من نفسي إليك نوازع * عوارف أن اليأس منك نصيبها وأخذ هذا من قول ذي الرمة * إذا هبت الأرواح من كل جانب به آل مي هاج شوقي هبوبها * هوي تذرف العينان منه وإنما هوي كل نفس حيث كان حبيبها *
(١٣٢)