وقفت علي ربع لمية ناقتي * فما زلت أبكي عنده وأخاطبه وأسقيه حتى كاد مما أبثه تكلمني أحجاره وملاعبه وكل هذا معنى كاد فيه المقاربة ومتى أدخلت العرب على كاد جحدا فقالوا ما كاد عبد الله يقوم ولم يكد عبد الله يقوم كان فيه وجهان أجودهما قام عبد الله بعد ابطاء ولأي ومثله قوله تعالى (فذبحوها وما كادوا يفعلون) أي بعد ابطاء وتأخر لأن وجد أن البقرة عسر عليهم.. وروى أنهم أصابوها ليتيم لا مال له غيرها فاشتروها من وليه بملء جلدها ذهبا فقال تعالى (وما كادوا يفعلون) إما لأنهم لم يقفوا عليها أو لغلائها وكثرة ثمنها.. والوجه الآخر في قولهم ما يكاد عبد الله يقوم أي ما يقوم عبد الله وتكون لفظة يكاد على هذا المعنى مطرحة لا حكم لها وعلى هذا يحمل أكثر المفسرين قوله تعالى (إذا أخرج يده لم يكد يراها) أي لم يرها أصلا لأنه عز وجل لما قال (أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض) كان بعض هذه الظلمات يحول بين العيون وبين النظر إلى اليد وسائر المناظر فيكد على هذا التأويل زيدت للتوكيد والمعنى إذا أخرج يده لم يرها.. وقال قوم معنى الآية إذا أخرج يده رآها بعد إبطاء وعسر لتكاثف الظلمة وترادف الموانع من الرؤية فيكد على هذا الجواب ليست بزائدة.. وقال آخرون معنى الآية إذا أخرج يده لم يرد أن يراها لان ما شاهده من تكاثف الظلمات آيسه من تأمل يده وقرر في نفسه انه لا يدركها ببصره.. وحكى عن العرب أولئك أصحابي الذين أكاد أنزل عليهم أي أريد أن أنزل عليهم.. وقال الشاعر كادت وكدت وتلك خير إرادة * لو عاد من لهو الصبابة ما مضى أي أرادت وأردت.. وقال الأفوه لأودى فإن تجمع أوتاد وأعمدة * وساكن بلغوا الأمر الذي كادوا أي أرادوا.. وقال بعضهم معنى قوله تعالى (كذلك كدنا ليوسف) أي أردنا ليوسف .. وقال الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس معناه كذلك صنعنا ليوسف.. ومما يشهد
(١١)