وأنشدني أيضا ديار للتي طرقتك وهنا * بريا روضة وذكاء رند تسائلني وأصحابي هجود * وتثنى عطفها من غير صد فلما أن شكوت الحب قالت * فإني فوق وجدك كان وجدي ولكن حال دونك ذو شذاة * أسر بفقده ويهر فقدي معنى - يهر - يكره.. وبهذا الاسناد عن قال الأصمعي قعدت إلى اعرابي يقال له إسماعيل ابن عمار وإذا هو يفتل أصابعه ويتلهف فقلت له علام تتلهف فأنشأ يقول عيناي مشئومتان ويحهما * والقلب حران مبتلى بهما عرفتاني الهوى بظلمهما * يا ليتني قبله عدمتهما هما إلى الحين قادتا وهما * دل على ما أجن دمعهما سأعذر القلب في هواه فما * سبب هذا البلاء غيرهما وبهذا الاسناد عن الأصمعي قال نزلت ليلة في وادي بني العنبر وهو إذ ذاك غان باهله أي آهل فإذا فتية يريدون البصرة فأحببت صحبتهم فأقمت ليلتي تلك عليهم وإني لو صب محموم أخاف أن لا أستمسك على راحلتي فلما أقاموا ليرحلوا أيقظوني فلما رأوا حالي رحلوا لي وحملوني وركب أحدهم ورائي يمسكني فلما أمعنوا السير تنادوا الا فتي يحدو بنا أو ينشدنا فإذا منشد في سواد الليل بصوت ند حزين ينشد لعمرك إني يوم بانوا فلم أمت * خفاتا على آثارهم لصبور غداة المنقى إذ رميت بنظرة * ونحن على متن الطريق نسير فقلت لقلبي حين خف به الهوى * وكاد من الوجد المبر يطير فهذا ولما تمض للبين ليلة * فكيف إذا مرت عليك شهور
(١٤٢)