عنه ولم يقع به من حيث لم يقع ضرره وما أجرى به إليه ولهذا يقال لمن أجرى بكلامه إلى غرض لم يقع ما قلت شيئا ولمن فعل ما لا تأثير له ما فعل شيئا وهذا بين بحمد الله ومنه [تأويل خبر].. إن سأل سائل عن تأويل الخبر الذي يرويه عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في خطبة طويلة خطبها من يتبع المشمعة يشمع به .. الجواب ان المشمعة هي الضحك والمزاح واللعب يقال شمع الرجل يشمع شموعا وامرأة شموع إذا كانت كثيرة المزاح والضحك.. قال أبو ذؤيب يصف الحمير بقرار قيعان سقاها وابل * واه فأثجم برهة لا يقلع (1) فلبثن حينا يعتلجن بروضة * فيجد حينا في العلاج ويشمع أراد أن هذا الحمار الذي وصف حاله مع الأتن وانه معهن في بعض القيعان يعارك هذه الأتن ومعنى - يعتلجن - يعاض بعضهن بعضا ويترامحن من النشاط فيجد الفحل معهن مرة وأخرى يأخذ معهن في اللعب فيشمع وفي جد لغتان يجد ويجد والمفتوح لغة هذيل ويقال فلان جاد مجد على اللغتين معا.. وقيل إن معنى يشمع في الحمار انه يشم ثم يرفع رأسه فيكشر عن أضراسه فجعل ذلك بمنزلة الضحك.. قال الشماخ ولو أني أشاء كننت نفسي إلى لبات بهكنة شموع (2)
(١٣٦)