الأمالي - السيد المرتضى - ج ٢ - الصفحة ١٥٥
الواقع بالأموال والأولاد المتعلق بهما لأنا قد علمنا أولا ان قوله ليعذبهم بها لابد من الانصراف عن ظاهره لأن الأموال والأولاد نفسها لا تكون عذابا والمراد على سائر وجوه التأويل المتعلق بها والمضاف إليها سواء كان انفاقها والمصيبة بها والغم عليها أو إباحة غنيمتها واخراجها عن أيدي مالكيها فكان تقدير الآية إنما يريد الله ليعذبهم بكذا وكذا مما يتعلق بأموالهم وأولادهم ويتصل بها فإذا صح هذا جاز أن تكون الحياة الدنيا لأفعالهم القبيحة في أموالهم وأولادهم التي تغضب الله تعالى وتسخطه كانفاقهم الأموال في وجوه المعاصي وحملهم الأولاد على الكفر وإلزامهم الموافقة لهم في النحلة ويكون تقدير الكلام إنما يريد الله ليعذبهم بفعلهم في أموالهم وأولادهم الواقع ذلك منهم في الحياة الدنيا وهذا وجه ظاهر يغنى عن التقديم والتأخير وسائر ما ذكروه من الوجوه .. فأما قوله تعالى (وتزهق أنفسهم) فمعناه تبطل وتخرج أي انهم يموتون على الكفر وليس يجب إذا كان مريدا لأن تزهق أنفسهم وهم على هذه الحال أن يكون مريدا للحال نفسها على ما ظنوه لأن الواحد منا قد يأمر غيره ويريد منه أن يقاتل أهل البغى وهم محاربون ولا يقاتلهم وهم منهزمون ولا يكون مريدا لحرب أهل البغي للمؤمنين وان أراد قتلهم على هذه الحالة وكذلك قد يقول لغلامه أريد أن تواظب على المصير إلى في السجن وأنا محبوس وللطبيب صر إلى ولازمني وأنا مريض وهو لا يريد المرض ولا الحبس وإن كان قد أراد ما هو متعلق بهاتين الحالتين.. وقد ذكر في ذلك وجه آخر على أن لا يكون قوله (وهم كافرون) حالا لزهوق أنفسهم بل يكون ذلك كأنه كلام مستأنف والتقدير فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم مع ذلك كافرون صائرون إلى النار وتكون الفائدة انهم مع عذاب الدنيا قد اجتمع عليهم عذاب الآخرة ويكون معنى تزهق أنفسهم على هذا الجواب غير الموت وخروج النفس على الحقيقة بل المشقة الشديدة والكلف الصعبة كما يقال ضربت فلانا حتى مات وتلفت نفسه وأخرجت روحه وما أشبه ذلك [قال الشريف] رضي الله عنه ذاكرني قوم من أهل الأدب بأشعار المحدثين وطبقاتهم وانتهوا إلى مروان بن يحيى بن أبي حفصة فأفرط بعضهم في وصفه وتقريظه
(١٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تأويل خبر إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن الحديث 2
2 استطراد لذكر ما في الأصبع من اللغات 4
3 تأويل قوله تعالى: والأرض جميعا قبضته يوم القيامة الآية 4
4 (المجلس الثالث والعشرون) تأويل قوله تعالى: تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك الآية 6
5 ذكر جملة من معاني النفس 6
6 تأويل حديث إذا أحب العبد لقائي أحببت لقاءه الحديث 6
7 (المجلس الرابع والعشرون) تأويل قوله تعالى: إذ جاؤكم من فوقكم ومن أسفل منكم الآية 9
8 استطراد لذكر معاني كاد المقرونة بالنفي عند العرب 11
9 تأويل قوله تعالى: فذبحوها وما كادوا يفعلون 11
10 تأويل قوله تعالى: إذا أخرج يده لم يكد يراها الآية 11
11 تأويل قوله تعالى: كذلك كدنا ليوسف الآية 11
12 تأويل قوله تعالى: ان الساعة آتية أكاد أخفيها الآية 12
13 استطراد لذكر جواز إضمار كاد وعدمه 13
14 تأويل قوله تعالى: وإذ زاغت الابصار وبلغت القلوب الحناجر الآية 14
15 (المجلس الخامس والعشرون) تأويل قوله تعالى: وجعلنا نومكم سباتا الآية 15
16 استطراد لذكر يوم بدء الخلق وتعيينه 15
17 تأويل خبر ان الميت ليعذب ببكاء الحي عليه 17
18 استطراد لذكر أهل القليب وايذائهم للنبي صلى الله عليه وسلم ودعائه عليهم 19
19 تأويل خبر ما من احديد خله عمله الجنة ويجيه من النار الحديث 20
20 استطراد لذكر بعض من شعر عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي 21
21 ترجمة الثريا وذكر ما وقع لعمر المذكور معها 22
22 (المجلس السادس والعشرون) تأويل قوله تعالى: فغشيهم من أليم ما غشيهم الآية 23
23 (المجلس السابع والعشرون) تأويل قوله تعالى: فخر عليهم السقف من فوقهم الآية 24
24 فرق لطيف للعرب بين اللام وعلى في هذا الموضوع 26
25 تأويل خبر إن هذا القرآن مأدبة لله تعالى الحديث 27
26 استطراد لذكر ما يقال لا طعمة مخصوصة عند العرب 28
27 ذكر سرعة استحضار الأصمعي في إنشاده الشعر 31
28 تأويل قوله تعالى: وقالت اليهود عزير بن الله الآية 33
29 تأويل قوله تعالى: ألم يأتكم نبأ الذين من قبلكم الآية 35
30 تأويل ما رواه مسلم الخزاعي من إنشاده قول سويد بن عامر وقوله صلى الله عليه وسلم لو أدركته لا سلم 36
31 استرواح بذكر شئ من شعر رفيع الوالبي 39
32 ذكر شئ من محاسن شعر عقيل بن علفة وبعض أخباره 40
33 تأويل قوله تعالى: والي الله ترجع الأمور 42
34 (المجلس الثامن والعشرون) تأويل قوله تعالى: وليس البر بان تأتوا البيوت من ظهورها الآية 44
35 معني قوله صلى الله عليه وسلم لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر 44
36 استطراد لذكر شئ من شعره هلال بن خثعم 46
37 ذكر طرف من أشعار حارثة بن بدر الغداني وبعض أخباره 47
38 (المجلس التاسع والعشرون) تأويل قوله تعالى: أولئك لهم نصيب مما كسبوا الآية وقوله تعالى: وما أمر الساعة الا كلمح البصر أو هو أقرب 53
39 (المجلس الثلاثون) تأويل قوله تعالى: والله يرزق من يشاء بغير حساب 56
40 تأويل خبر توضؤا مما غيرت النار 58
41 استرواح بذكر بعض من محاسن شعر عبيد الله بن عبد الله بن عتبة وبعض أخباره 60
42 (المجلس الواحد والثلاثون) تأويل قوله تعالى: قد افترينا على الله كذبا ان عدنا في ملتكم الآية 63
43 تأويل خبر خير الصدقة ما أبقت غني واليد العليا خير من اليد السفلى 66
44 استرواح بذكر طرف من شعر ثابت قطنة العتكي وأخباره 68
45 ذكر شئ من شعر عروة بن أذينة 72
46 ذكر خبره مع السيدة سكينة رضي الله تعالى عنها 73
47 ذكر أشعر أبيات قيلت في معنى الحسد 74
48 (المجلس الثاني والثلاثون) تأويل قوله تعالى: واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان الآية 76
49 مسئلة وجوب رد الشئ إلى نظيره 78
50 ما روى عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه في تأويل الآية المذكورة 81
51 ما روى عن شريعة سيدنا سليمان عليه السلام في السحر 82
52 تأويل قوله تعالى: ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الآخرة من خلاق الآية 82
53 تأويل خبر لو كان القرآن في اهاب ما مسته النار 83
54 مسئلة ان المكتوب في المصحف هو القرآن 84
55 معنى قوله تعالى: لو أنزلنا هذا القرآن على جبل الآية 85
56 استرواح بذكر طرف من الملح الشعرية 87
57 (المجلس الثالث والثلاثون) تأويل قوله تعالى: فأما الذين في قلوبهم زيغ الآية 94
58 استطراد لذكر بعض أخبار يزيد بن مفرغ وشئ من شعره 95
59 ذكر جملة من الملح الشعرية المستحسنة 98
60 حكاية عبيد الله بن سليمان بن وهب مع ابن الرومي 101
61 (المجلس الرابع والثلاثون) تأويل قوله تعالى: لا تثريب عليكم اليوم الآية 105
62 تأويل خبر النهي عن كسب الرمازة 107
63 استطراد لذكر ما جاء عن العرب فيما يقال في الرمز والصفر 108
64 أحسن ما قيل في صفة المرأة العجز الخمصانة 112
65 ذكر بعض من شعر اراكة الثقفي في تسلية المحزون 113
66 قصيدة في الهجاء لبشر بن أبي حازم الأسدي وحسن اعتذاره 114
67 (المجلس الخامس والثلاثون) تأويل قوله تعالى: خلق الإنسان من عجل الآية 115
68 ذكر ما جاء عن العرب في القلب للمبالغة 115
69 استطراد لذكر ما يستحسن من شعر مسكين الدارمي في الموضع 119
70 أحسن ما قبل في الغيرة 124
71 (المجلس السادس والثلاثون) تأويل قوله تعالى: ولقد همت به وهم بها الآية 125
72 كلام على البرهان الذي رآه سيدنا يوسف عليه السلام 129
73 استرواح بذكر بعض ملح شعرية 129
74 (المجلس السابع والثلاثون) تأويل قوله تعالى: رب السجن أحب إلى مما يدعونني إليه الآية 133
75 تأويل خبر من يتبع المشمعة يشمع به 136
76 استرواح بذكر بعض فكاهات أدبية للأصمعي 138
77 (المجلس الثامن والثلاثون) تأويل قوله تعالى: ونادى نوح ربه فقال رب ابني من أهلي الآية 144
78 ذكر بعض فكاهات شعرية ونثرية للأصمعي 147
79 (المجلس التاسع والثلاثون) تأويل قوله تعالى: فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم الآية 152
80 ترجمة مروان بن يحيى وذكر شئ من شعره وخبره 155
81 (المجلس الأربعون) تأويل قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول الآية 164
82 تقرير شبهة الجبرية في فهم الآية المذكورة وردها 167
83 قصة حصن بن حذيفة مع أولاده عند وفاته ووعظه لهم 168
84 ذكر جملة اشعار مستحسنة لمروان بن أبي حفصة وغيره 169