فإذا ما رأيت آثار عرس * أو ختان أو مجمع الأصحاب لا أروع دون التقحم لا أر * هب دفعا ولكزة البواب مستهينا مما هجمت عليه * غير مستأذن ولا هياب فتراني ألف ما قدم القوم * علي رغمهم كلف العقاب ذاك أدني من التكلف والغر * م وغيظ البقال والقصاب (مجلس آخر 38) [تأويل آية].. إن سأل سائل عن قوله تعالى (ونادى نوح ربه فقال رب إن ابني من أهلي) إلى قوله (أن تكون من الجاهلين).. فقال ظاهر قوله تعالى (إنه ليس من أهلك) يقتضى تكذيب قوله عليه السلام انه من أهلي فالنبي لا يجوز عليه الكذب فما الوجه في ذلك وكيف يصح أن يخبر عن ابنه انه عمل غير صالح وما المراد به..
الجواب قلنا في هذه الآية وجوه.. أحدها أن نفيه لان يكون من أهله لم يتناول نفى النسب وإنما نفى أن يكون من أهله الذين وعد بنجاتهم لأنه عز وجل كان وعد نوحا عليه السلام بان ينجي أهله ألا ترى إلى قوله تعالى (قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول) فاستثنى تعالى من أهله من أراد اهلاكه بالغرق ويدل عليه أيضا قول نوح عليه السلام (ان ابني من أهلي وان وعدك الحق) وعلى هذا الوجه يتطابق الخبران ولا يتنافيان وقد روى هذا التأويل بعينه عن ابن عباس وجماعة من المفسرين.. والجواب الثاني أن يكون المراد بقوله تعالى (ليس من أهلك) اي انه ليس على دينك وأراد انه كان كافرا مخالفا لأبيه وكأن كفره أخرجه من أن يكون له أحكام أهله ويشهد لهذا التأويل قوله تعالى طريق التعليل انه عمل