(مجلس آخر 40) [تأويل آية].. إن سأل سائل عن قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه).. وقال ما معنى الحول بين المرء وقلبه وهل يصح ما تأوله قوم من أنه يحول بين الكافر والايمان وما معنى قوله لما يحييكم وكيف تكون الحياة في اجابته.. الجواب قلنا أما قوله تعالى (يحول بين المرء وقلبه) ففيه وجوه.. أولها أن يريد بذلك تعالى يحول بين المرء وبين الانتفاع بقلبه بالموت وهذا حث من الله عز وجل على الطاعات والمبادرة بها قبل الفوت وانقطاع التكليف وتعذر ما يستوفى به المكلف نفسه من التوبة والاقلاع فكأنه تعالى قال بادروا إلى الاستجابة لله وللرسول من قبل أن يأتيكم الموت فيحول بينكم وبين الانتفاع بنفوسكم وقلوبكم ويتعذر عليكم ما تسوفون به نفوسكم من التوبة
(١٦٤)