يا أمة الله إني لم أدع طلبا * للرزق قد تعلمين الشرق والشأما فكل ذلك بالإجمال في طلب * لم ارز عرضا ولم أسفك لذاك دما لو كان من جلد ذا المال أو أدب * لكنت أكثر من نمل القرى نعما إرضي من العيش ما لم تحوجي معه * أن تفتحي لسؤال الأغنياء فما واستشعري الصبر عل الله خالقنا * يوما سيكشف عنا الضر والعد ما لا تحوجيني إلي ما لو بذلت له * نفسي لا عقبك التهمام والندما بالله سرك أن الله خولني * ما كان خوله الاعراب والعجما ما سرني أنني خولت ذاك ولا * أن لا أقول لباغي حاجة نعما وأنني لم أفد عقلا ولا أدبا * ولا أرث والدي مجدا ولا كرما فعسرة المرء أحرى في معاشك من * أمر يجر عليك الهم والألما قال فوالله ما أنشدتها حتى حلفت أن لا تعذلني أبدا.. أخبرنا علي بن محمد الكاتب قال أخبرنا ابن دريد قال أخبرنا عبد الرحمن ابن أخي الأصمعي عن عمه قال رأيت بقباء شابا من بني عامر ما رأيت بدويا أفصح منه ولا أظرف فوالله كأنه شواظ يتلظى فاستنشدته فأنشدني فلم أنسكم يوم اللوى إذ تعرضت * لنا أم طفل خاذل قد تجلت وقالت سأنسيك العشية ما مضى * وأصرف منك النفس عما أحبت فما فعلت لا والذي أنا عبده * على ما بدا من حسنها إذ أدلت أبت سابقات الحب إلا مقرها * إليك وما يثنى إذا ما استقرت هواك الذي في النفس أمسى دخيلها * عليه انطوت احشاؤها واستمرت
(١٤١)