لقد كان في معدان والفيل زاجر * لعنبسة الراوي على القصائدا فقال على ولم يقل عني للمعنى الذي ذكرناه.. وثالث الوجوه في الآية أن يكون من فوقهم تأكيد للكلام وزيادة في البيان كما قال تعالى (ولكن تعمى القلوب التي في الصدور) والقلب لا يكون إلا في الصدر ونظائر ذلك في الكتاب كثير وفى كلام الأدب أيضا والله أعلم [تأويل خبر آخر أيضا].. إن سأل سائل عن الخبر الذي يرويه نافع عن أبي إسحاق الهجري عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن هذا القرآن مأدبة لله تعالى فتعمدوا مأدبته ما استطعتم وان أصفر البيوت لبيتا أصفر من كتاب الله فقال ما تأويله وكيف بيان غريبه.. الجواب قلنا - المأدبة - في كلام العرب هي الطعام يصنعه الرجل ويدعو إليه الناس فشبه النبي صلى الله عليه وسلم ما يكتسبه الانسان من خير القرآن ونفعه وعائدته إذا قرأه وحفظه بما يناله المدعو من طعام الداعي وانتفاعه به يقال قد أدب الرجل يأدب فهو آدب إذا دعا الناس إلى طعامه وشرابه ويقال للمأدبة المدعاة وذكر خلف الأحمر انه يقال فيه أيضا مأدبة بفتح الدال.. قال طرفة العبدي نحن في المشتاة ندعو الجفلى * لا ترى الآدب فينا ينتقر ومعنى - الجفلى - أنه عم بدعوته ولم يخص بها قوما دون قوم.. والنقري إذا خص بها بعضا دون بعض ومعنى - ينتقر - من النقري.. قال بعض هذيل وليلة يصطلي بالفرث جازرها * يختص بالنقري المثرين داعيها لا ينبح الكلب فيها غير واحدة * عند الصباح ولا تسري أفاعيها معنى - يصطلى بالفرث جازرها - أن الجازر إذا شق فيها الكرش أدخل يده لشدة البرد في الفرث مستدفئا به ومعنى - يختص - بالنقري المثرين داعيها - أنه يخص بدعائه إلى طعامه الأغنياء الذين يطمع من جهتهم في المكافأة.. وقال الآخر
(٢٧)