لقد خاب من أولاد آدم من مشى * إلى النار مغلول القلادة أزرقا يقاد إلى نار الجحيم مسربلا * سرابيل قطران لباسه محرقا .. قال فرأيت الحسن يدخل بعضه في بعض ثم قال حسبك.. ويقال ان رجلا رأى الفرزدق بعد موته في منامه فقال ما فعل الله بك فقال عفا عني بتلك الأبيات.. وأما ما يدل علي تشيعه وميله إلى بني هاشم فما أخبرنا أبو عبيد الله المزرباني قال حدثني عمر ابن داود العماني قال حدثنا محمد بن زكريا الغلابي قال حدثنا مهدي بن سابق قال حدثنا أبو لبيد قال جاء الكميت إلى الفرزدق فقال يا عم اني قد قلت قصيدة أريد أعرضها عليك فقال له قل.. فأنشده طربت وما شوقا * إلى البيض أطرب فقال له الفرزدق فالي من طربت ثكلتك أمك فقال ولا لعبا مني و * ذو الشيب يلعب ولم تلهني دار ولا رسم منزل * ولم يتطربني بنان مخضب فقال له الام طربت فقال ولا أنا ممن يزجر الطير همه * أصاح غراب أم تعرض ثعلب [قال المرتضى رضي الله عنه].. تقف علي الطير ثم تبتدئ بهمه ليعلم الغرض ولا السانحات البارحات عشية * أمر سليم القرن أم مر أعضب (1) ولكن إلي أهل الفضائل والنهى * وخير بني حواء والخير يطلب .. قال الفرزدق هؤلاء بنو دارم.. فقال الكميت
(٤٧)