ليت شعري غداة حليت في الجند حنيفا حليت أم زنديقا فأما بشار بن برد فروى المازني قال قال رجل لبشار أتأكل اللحم وهو مباين لديانتك يذهب إلى أنه ثنوي فقال بشار ان هذا اللحم يدفع عني شر هذه الظلمة.. قال المبرد ويروي ان بشارا كان يتعصب للنار على الأرض ويصوب رأى إبليس في الامتناع عن السجود وروى له النار مشرقة والأرض مظلمة * والنار معبودة مذ كانت النار وروى بعض أصحابه قال كنا إذا حضرت الصلاة نقوم إليها ويقعد بشار فنجعل حول ثوبه ترابا لننظر هل يصلى فنعود والتراب بحاله ولم يقم إلى الصلاة.. أخبرنا أبو عبيد الله المرزباني قال حدثني علي بن عبد الله الفارسي قال أخبرني أبي قال حدثني ابن مهرويه عن أحمد بن خلاد قال حدثني أبي قال كنت أكلم بشارا وأرد عليه سوء مذهبه بميله إلى الإلحاد فكان يقول لا أعرف الا ما عاينت أو عاينه معاين فكان الكلام يطول بيننا فقال ما أظن الأمر يا أبا مخلد الا كما يقال إنه خذلان ولذلك أقول طبعت على ما في غير مخير * هواي ولو خيرت كنت المهذبا أريد فلا أعطى وأعطى ولم أرد * وغيب عنى أن أنال المغيبا وأصرف عن قصدي وعلمي مبصر * وأمسي وما أعقبت إلا التعجبا قال الجاحظ كان بشار صديقا لواصل بن عطاء الغزال قبل أن يظهر مذاهبه المكروهة وكان بشار مدح واصل بن عطاء وذكر خطبته التي نزع منها الراء وكانت على البديهة فقال تكلف القوم والأقوام قد حفلوا * وحبروا خطبا ناهيك من خطب فقام مرتجلا تغلى بداهته * كمرجل القين لما حف باللهب وجانب الراء لم يشعر به أحد قبل التصفح والإغراق في الطلب
(٩٦)