وثالثها انه أراد لكم جزاؤكم ولي جزائي لان نفس الدين هو الجزاء.. قال الشاعر إذا ما لقونا لقيناهم ودناهم مثل ما يقرضونا .. فأما التكرار في سورة الرحمن فإنما حسن للتقرير بالنعم المختلفة المعددة فكلما ذكر نعمة أنعم بها قرر عليها ووبخ على التكذيب بها كما يقول الرجل لغيره ألم أحسن إليك بأن خولتك الأموال ألم أحسن إليك بأن خلصتك من المكاره ألم أحسن إليك بأن فعلت بك كذا وكذا فيحسن منه التكرير لاختلاف ما يقرره به وهذا كثير في كلام العرب وأشعارهم.. قال مهلهل بن ربيعة يرثي أخاه كليبا وهمام بن مرة قد تركنا * عليه القشعمان من النسور (1) على أن ليس عدلا من كليب * إذا طرد اليتيم عن الجزور على أن ليس عدلا من كليب * إذا ما ضيم جيران المجير علي أن ليس عدلا من كليب * إذا خرجت مخبأة الخدور على أن ليس عدلا من كليب * إذا رجف العضاه من الدبور على أن ليس عدلا من كليب إذا ما أعلنت نجوى الأمور على أن ليس عدلا من كليب * إذا خيف المخوف من الثغور على أن ليس عدلا من كليب * غداة بلابل الأمر الكبير على أن ليس عدلا من كليب * إذا ما خام جار المستجير .. وقالت ليلى الأخيلية ترثي توبة بن الحمير
(٨٦)