فعولان بالألباب فقال ذو الرمة ما أبالي قلت هذا أم سبحت فلما علم ما ذهب إليه عمرو قال سبحان الله لو عنيت ما ظننت كنت جاهلا.. وممن روي أنه كان على مذهب أهل العدل من شعراء الطبقة الأولى أعشى قيس بن ثعلبة واستشهد بقوله إستأثر الله بالوفاء وبالعد * ل وولى الملامة الرجلا وممن قيل إنه على مذهب الجبر (1) من المشهورين أيضا لبيد بن ربيعة العامري واستدل بقوله إن تقوى ربنا خير نفل * وبإذن الله ريثي والعجل من هداه سبل الخير اهتدى * ناعم البال ومن شاء أضل وإن كان لا طريق إلى نسبة الجبر إلى مذهب لبيد الا هذان البيتان فليس فيهما دلالة على ذلك.. أما قوله وباذن الله ريثي والعجل فيحتمل أن يكون بعلمه كما يتأول عليه قوله تعالى * (وما هم بضارين به من أحد الا بإذن الله) * أي بعلمه وان قيل في هذه الآية أنه أراد بتخليته وتمكينه وإن كان لا شاهد لذلك في اللغة أمكن مثله في قول لبيد.. وأما قوله من هداه اهتدى ومن شاء أضل فيحتمل أن يكون مصروفا إلى بعض الوجوه التي يتأول عليها الضلال والهدى المذكوران في القرآن مما يليق بالعدل ولا يقتضي الاجبار اللهم الا أن يكون مذهب لبيد في الاجبار معروفا بغير هذه الأبيات فلا يتأول له هذا التأويل بل يحمل مراده على موافقة المعروف من مذهبه [مسألة].. اعلم أن أصحابنا لما استدلوا على نفي الرؤية بالابصار عن الله بقوله * (لا تدركه الابصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير) * وبينوا انه تعالى تمدح بنفي الادراك الذي هو رؤية البصر عن نفسه على وجه يرجع إلى ذاته فيجب أن يكون
(١٦)