ولولا ظلمه ما زلت أبكى * عليه الدهر ما طلع النجوم ولكن الفتى حمل بن بدر * بغى والبغي مرتعه وخيم أظن الحلم دل على قومي * وقد يستجهل الرجل الحليم ومارست الرجل ومارسوني * فمعوج على ومستقيم وقال قيس أيضا شفيت النفس من حمل بن بدر * وسيفي من حذيفة قد شفاني فإن أك قد بردت بهم غليلي * فلم أقطع بهم إلا بناني (مجلس آخر 15) [تأويل آية] ان سأل سائل عن قوله تعالى (مثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء صم بكم عمي فهم لا يعقلون) فقال أي وجه لتشبيه الذين كفروا بالصائح الناعق بالغنم والكلام يدل على ذمهم ووصفهم بالغفلة وقلة التأمل والتمييز والناعق بالغنم قد يكون مميزا متأملا محصلا.. يقال له في هذه الآية خمسة أجوبة. أولها أن يكون المعنى مثل واعظ الذين كفروا والداعي لهم إلى الايمان والطاعة كمثل الراعي الذي ينعق بالغنم وهي لا تعقل معنى دعائه وإنما تسمع صوته ولا تفهم غرضه والذين كفروا بهذه الصفة لأنهم يسمعون وعظ النبي صلى الله عليه وسلم وإنذاره فينصرفون عن قبول ذلك ويعرضون عن تأمله فيكونون بمنزلة من لم يعقله ولم يفهمه لاشتراكهما في عدم الانتفاع به وجائز أن يقوم قوله تعالى (والذين كفروا) مقام الواعظ والداعي لهم كما تقول العرب فلان خافك خوف الأسد والمعنى كخوفه من الأسد فأضاف الخوف إلى الأسد وهو في المعنى مضاف إلى الرجل قال الشاعر فلست مسلما ما دمت حيا * على زيد بتسليم الأمير
(١٥٤)